منتدى رجيم صحة رشاقة

أهلاً بك زائرنا الكريم ،، أنت معنا في المنتدى رجيم صحة رشاقة ،، للإستفادة من المنتدى والمشاركة فيه الرجاء التسجيل من خلال الضغط على زر التسجيل في الأسفل ...

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى رجيم صحة رشاقة

أهلاً بك زائرنا الكريم ،، أنت معنا في المنتدى رجيم صحة رشاقة ،، للإستفادة من المنتدى والمشاركة فيه الرجاء التسجيل من خلال الضغط على زر التسجيل في الأسفل ...

منتدى رجيم صحة رشاقة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

للجمالك

رجيم صحه رشاقه لتكوني جميلة تابعينا انضمي لفريقنا
جمالك اناقتك هنا في منتدى رجيم صحه رشاقه

عـالـم الـتـنـوع




قائمة عالم التنوع عالم التنوع

المواضيع الأخيرة

» فوائد البطاطا
فقه التعامل بين الزوجين,تعامل الزوجين Emptyالإثنين أغسطس 19 2019, 18:26 من طرف ندى الياسمين

» 10 فوائد مفاجئة للعلكة الخالية من السكر
فقه التعامل بين الزوجين,تعامل الزوجين Emptyالإثنين أغسطس 19 2019, 18:17 من طرف ندى الياسمين

» آلام لا يجب أن تتجاهلها الحامل صحة الحامل والجنين.
فقه التعامل بين الزوجين,تعامل الزوجين Emptyالسبت فبراير 09 2019, 07:07 من طرف ابو جهاد

» الاكل الممنوع للحامل في الشهور الاولى
فقه التعامل بين الزوجين,تعامل الزوجين Emptyالسبت فبراير 09 2019, 06:53 من طرف ابو جهاد

» كل شيء عن حساسية الجلد عند الاطفال
فقه التعامل بين الزوجين,تعامل الزوجين Emptyالأربعاء يناير 30 2019, 07:35 من طرف ابو جهاد

» علاج الزغطة: من الحالات البسيطة الى الشديدة
فقه التعامل بين الزوجين,تعامل الزوجين Emptyالأحد يناير 27 2019, 09:24 من طرف ابو جهاد

» فتق المعدة: الأسباب والأعراض والعلاج
فقه التعامل بين الزوجين,تعامل الزوجين Emptyالأحد يناير 27 2019, 09:20 من طرف ابو جهاد

» علامات تشير للإصابة بديسك في أسفل الظهر
فقه التعامل بين الزوجين,تعامل الزوجين Emptyالسبت يناير 26 2019, 08:48 من طرف ابو جهاد

» أمور يجب القيام بها وأخرى تجنبها بعد الجلطة الدموية
فقه التعامل بين الزوجين,تعامل الزوجين Emptyالخميس يناير 24 2019, 07:21 من طرف ابو جهاد

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى

أهـــــلااً وسهلااً بكم


    فقه التعامل بين الزوجين,تعامل الزوجين

    ابو جهاد
    ابو جهاد
    الادارة


    ذكر
    نقاط العضو : 5577
    العمر : 54
    نقاط : 14283
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    فقه التعامل بين الزوجين,تعامل الزوجين Empty فقه التعامل بين الزوجين,تعامل الزوجين

    مُساهمة من طرف ابو جهاد الخميس يونيو 05 2014, 16:52

    فقه التعامل بين الزوجين,تعامل الزوجين

    الحمد لله الذي لولاه ما جرى قلم, ولا تكلم لسان, والصلاة والسلام على
    سيدنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) كان أفصح الناس لسانا وأوضحهم بيانا, ثم أما بعد:
    إنه من دواعي سروري أن أتيحت لي هذه الفرصة العظيمة لأكتب في هذا الموضوع الهام ؛ الذي يشغل بالنا جميعا لما له من أثر كبير في حياة الفرد والمجتمع وهو موضوع فقة, التعامل, بين الزوجين

    اسم المقالة : فقة التعامل بين الزوجين


    فقة التعامل بين الزوجين





    الحمدُ لله الذي شرع لنا سُنن الهدى، وفَضَّلَنا بهذا الدِّين على سائِر الورى، وحقق لنا به مصالح الآخرة والأولى.




    وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له ما في السموات وما في الأرض، ليجزي الذين أساؤوا بما عملوا، ويجزي الذي أحسنوا بالحسنى.




    وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، نبي الرحمة والهدى ، والرسول المجتبى، والقدوة المُثْلى، أكمل الناس خلقًا، وأتقاهم لربِّه سرًّا وجهرًا، وأرعاهم لحُقُوق العباد ظاهرًا وباطنًا وعلى آله وأصحابه مناراتِ الهُدى، ومصابيح الدُّجى، ومَن سار على نَهْجِهم واقتفى.




    أمَّا بعـــــــــدُ:




    فقد أَخْبَرَنَا اللهُ تعالى في محكم كتابه أنه لم يخلقنا عبثًا، ولم يتركنا سُدى، بل خَلَقَنَا لغايةٍ عظيمةٍ، وحكمةٍ جليلةٍ، ألا وهي طاعته وإخلاص العبودية له وحده: {وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}[1]،




    {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ العَالَمِينَ*لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ المُسْلِمِينَ}[2].




    ولكن هذه العبوديَّة لا تَتَحَقَّق وتظهر إلاَّ بالابتلاء بأنواع الخير والشر؛




    ولهذا قال ربُّنا عز وجل : {إِنَّا خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا}[3]،




    فدلتِ الآيةُ الكريمةُ على أن الإنسان إنَّما خُلق للابتلاء والامتحان، والابتلاء ليس مقصودًا لذاته، وإنَّما لما يترتَّب عليه من حصول العبودية أو عدمها، وقوتها أو ضعفها، وليتبين الصبور الشكور من الجزوع الكفور، والمؤمن الصادق من الدَّعيِّ المنافق، والمؤمن القوي منَ المؤمن الضعيف، ومن يراقب الله - تعالى - ويخافه ويرجوه، ممن لا يرجو ثوابه، ولا يخاف عقابه، ولا يوقِّر جنابه؛




    ولهذا قال سبحانه: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}[4].




    فبَيَّنَ الله عز وجل أنه يبتلي عباده بالخير والشر، وما يحبون وما يكرهون امتحانًا واختبارًا لهم، وتمحيصًا لإيمانهم، وكشْفًا لِمَعَادِنهم،




    فالفتنة هي كير القلوب، ومسبار الاختبار، ومحكّ الإيمان، وبها يَتَبَيَّن الصادقُ من الكاذب، والبر منَ الفاجر، والمؤمن من الكافر، والطيب من الخبيث، وبها ينقسم المؤمنون إلى طبقات كثيرة، ومراتب مختلفة بحسب إيمانهم وجهادهم، وشكرهم وصبرهم؛ {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ}[5]،




    {هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللهِ وَاللهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ}[6].




    وإنَّ من أعظم صور الابتلاء، وأكثرها تَكَرُّرًا وملابسة للإنسان، ابتلاء الخلق بعضهم ببعض، كما قال ربنا عز وجل : {وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا}[7]،




    {وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ}[8]، {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ}[9]،




    {وَلَوْ يَشَاءُ اللهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ}[10].




    فبَيَّنَ ربنا تبارك وتعالى أنه امتَحَنَ العبادَ بعضهم ببعض، وجعل بعضهم لبعض فتنة، فامتحن الوالد بولده، والولد بوالده، والزَّوج بزوجته، والزَّوجة بزوجها، والقريب بقريبه، والجار بجاره، والصَّاحب بصاحبه، والرَّاعي برعيَّته، والرعية براعيها،




    والعلماء بالجهال، والجهال بالعلماء، والمرسلين بالمرسل إليهم، والمرسل إليهم بالمرسلين، والمسلمين بالكافرين، والكافرين بالمسلمين، والصَّالحين بالفاسقين، والفاسقين بالصَّالحين، والآمرين بالمعروف بمَن يأمرونَهم، والمأمورين بهم،




    وامتحن الغني بالفقير، والفقير بالغني، والصغير بالكبير، والكبير بالصغير، والقوي بالضعيف، والضعيف بالقوي، والمعافى بالمبتلى، والمبتلى بالمعافى، والمرأة بالرجل، والرجل بالمرأة.




    وهكذا فكل صنف منَ البَشَر مبتلى بمن يقابله، وممتحن بمن يعامله ويلابسه، هل يقوم بحقوقه، ويؤدي واجباته، ويحسن معاملته، وينصح له، ويكف الأذى عنه، ويتَّقي الله تعالى فيه ؟ أو أنه يظلمه ويهضمه، أو يحسده ويبغضه، أو يحقره ويتجاهله، أو يخذله ويسلمه، أو يشق عليه ويحزنه، أو ينتهك حرماته، أو يقصر في القيام بحقوقه وواجباته ؟




    ومن أعْظَم صور امتِحان الخلق بعضهم ببعض: امتحان كلٍّ من الزَّوجين بالآخَر ؛ لأن العلاقة بينهما من أقوى العلاقات، والصلة بينهما تُراد للدَّوام حتى الممات، حق كلٍّ منهما على الآخر كبيرٌ وكثيرٌ.








    ولما كثرت الخلافات الزوجيَّة، والمشكلات الأسرية، وارتفعتْ نسب الطلاق والشِّقاق؛ بسبب ضعْف الإيمان، ورقَّة الدين، وقلَّة الفِقْه والبصيرة، واتِّباع الهوى، والانشِغال بالدنيا،








    كان الحديث عن فقه التَّعامل بين الزوجين، والتذكير بحق كل منهما على الآخر من الأمور الملحَّة، التي تمس الحاجة إلى معرفتها وبيانها، والتأكيد على أهميتها، وعظم شأنها، والترغيب في القيام بها، والتَّرْهيب من إهْمالِها، والتَّنكُّر لها.




    ولهذا،




    فلم أقتَصِر على مجرَّد بيان هذه الحقوق وشرْحِها، بل سلكتُ طريقةَ القُرآن والسنَّة في مخاطَبة العقول والقلوب، والاهتِمام بالتَّرغيب والتَّرهيب، وبيان الثَّمرات المفيدة، والعواقب الحميدة، لمن قام بِها على الوجْه المأْمور به شرعًا، وبيان العواقب السيِّئة في الدُّنيا والآخرة لِمن أهْملها أو قَصَّر فيها.








    كما قدمتُ لذلك بتمهيد، أرى أنَّه غاية في الأهمية، بَيَّنتُ فيه عظم شأن حسن الخلق، وأهمية معاملة الناس بالمعروف، والبر بهم قولاً وفعلاً، ومخالقتهم بخلق حسن، وأن ذلك من أجلِّ العبادات، وأفضل الأعمال وأحبها إلى الله، وأزكاها عنده، وأحظاها لديه، وأن أحق الناس بذلك، وأحوجهم إلى المخالقة الحسنة: هم أهل الإنسان وقرابته ،








    كما قال الرسول : (أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا، وخياركم خياركم لنسائهم)[11].




    فبَيَّنَ فضل حسن الخلق مطلقًا، وأن أكمل الناس إيمانًا أحسنهم خلقًا، ثم بَيَّن أن أعلى الناس رتبة في الخير، وأحقهم بالاتصاف به هو من كان خيرَ النَّاس لأهله، فإن الأهل هم الأحقَّاء بالبِشْر، وطيب المعاملة، ودماثة الخلق، وحسن المعاشرة، وجلْب النَّفع ودفع الضُّر، فإذا كان الرَّجُل كذلك فهو خير النَّاس، وإن كان على العكْس من ذلك، فهو في الجانب الآخَر من الشَّرِّ.




    وكثيرًا ما يقع الناس في هذه الورْطة، فترى الرَّجُل إذا لقي أهله كان من أسوأ الناس أخلاقًا، وأضيقهم عطنًا، وأكثرهم منًّا، وأشحِّهم نفسًا، وأقلهم خيرًا، وإذا لقي غير الأهل من الأجانب لانت عريكته، وانبسطت أخلاقه، وحسنت معاملته، وجادت نفسه، وكثُر خيره.



    ومن كان كذلك كان محرومًا من التوفيق، وزائغًا عن سواء الطريق، وهو دليل على جهله وقلَّة فقهه.


    والنَّاظر في أحوال كثيرٍ من المسلمين اليوم يَجد تناقُضًا ظاهرًا بين ما أوصاهم به ربهم من رعاية حقوقه، وحقوق عباده، وبين ما هم عليه من تفريط في جنب الله، وعدم رعاية لحقوق عباد الله.



    بل كثيرٌ من الناس يظنُّون أن التقوى هي القيام بحقوق الله تعالى دون حقوق عباده، وأنَّ الدين يقتصر على معاملة الخالق دون المخلوق، فيهملون حقوق العباد بالكليَّة، أو يقصرون فيها، ويستهينون بظُلم الناس وبخسهم حقوقَهم.



    مَن تَأَمَّلَ النصوص الواردة في الحثِّ على حسن الخلق، فإنه لا ينقضي عجبه من عظم شأنه، وعلو مكانته، ويدهش لكثرة ما رتِّب عليه من الأجْر والثَّواب، وما لصاحبِه من المدْح والثَّناء، ورِفْعة المنزلة، وحسن العاقبة في الدُّنيا والآخرة.



    كما أنَّه يعجب من غفلةِ كثيرٍ من النَّاس عن هذا الخير، وتفريطهم فيه، وحِرْمانهم إيَّاه، مع أنَّه لا يكلِّفهم شيئًا يذكر، وبه يحصِّلون خيرَي الدُّنيا والآخرة.



    ويا ليتَ هؤلاء إذْ قصَّروا في القيام بحقوق العباد، ومخالقتهم بخلق حسن، كفُّوا أذاهم عنهم، وطهَّروا أيديَهم وألسنَتَهم من الاستطالة عليهم، وبَخْسهم أشياءهم، ولكنَّهم - لسوءِ حظِّهم وقلَّة توفيقهم - لا يتورَّعون عن ظُلْمِهم، والتعدِّي على مصالحهم، ومطْلهم حقوقهم، فجمعوا بين سيِّئَتين، واحتملوا جرْمَين عظيمين، ووقعوا في ظُلم العباد من جهتين: جهة إيذائهم والعدوان عليهم، وجهة التقصير في حقوقهم وما يجب لهم، ويغفلون عما يستوجبه ذلك من الإثم والشُّؤم، والعقوبات العاجلة والآجلة، وما ورد فيه من الوعيد الشديد الذي تقشعرُّ له الجلود المؤمنة، وترجُف له القلوب الحيَّة خشيةً ورهبةً.

    وقد انتظم البحث في مقدِّمة، وخاتمة، وتمهيد، بعنوان: "الدين حسن المعاملة"، وأربعة مباحث على النَّحو التالي:


    المبحث الأول : الحقوق المشتركة بين الزَّوجين.


    المبحث الثاني : الحقوق الخاصَّة بالزَّوجة.

    المبحث الثالث : الحقوق الخاصَّة بالزَّوج.

    المبحث الرابع : نصائح أبويَّة غالية.


    هذا، وأسأل الله تعالى أن يجعلَ هذا العمل خالصًا لوجْهِه، نافعًا لعباده، ذخرًا لي يوم لقاه، وأن يغفر لي ما كان فيه من خطأ أو تقصير، إنه هو الغفور الشكور.


    مهيد : الدين حسن المعاملة
    حياة الإنسان في هذه الدنيا دائرةٌ بين معاملة الحقِّ سبحانه، ومعاملة الخلق منَ الإنس والجن، والحيوانات والنباتات، والجمادات وغيرها، وعلى حسَب هذه المعاملة يكون جزاء الإنسان في الدُّنيا والآخرة،
    فإذا أحسن في معامَلة الله عزَّ وجلَّ بأن أحبَّه وعَظَّمَه، وشكر آلاءَه ونِعمه، وأطاع أوامرَه، واجتنب نواهيَه، وأحسن في معاملة الخلْق كما أمره الله،
    فاجتهد في النُّصح لهم، والإحسان إليْهم، والعدل في معاملتهم والرِّفق بهم، والتلطُّف معهم، واحتِمال الأذى منهم، وكف الظُّلم عنهم،
    فإنَّه يفوز بسعادة الدُّنيا والآخرة، وترتفع منزلتُه عند الله تعالى، وعند النَّاس، ويوضع له القَبول في الأرض، والمحبَّة في قلوب الخَلْق.


    ولقد قرن الله تعالى حقَّ الخلق بحقِّه، وَأَمَرَ بالإحسان إليْهم بعد الأمْرِ بعبادته، وذلك في آياتٍٍ كثيرة من كتابِه، وعلى لسان رسولِه .

    قال الله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}[12]،
    إلى قوله: {وَآتِ ذَا القُرْبَى حَقَّهُ وَالمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ}[13]،
    فَأَمَرَ بعبادته وحْدَه لا شريك له، وبالإحسان إلى الوالدين اللذين هما أقربُ الناس نسبًا، وأمسهم رحمًا، وأحقهم بالبرِّ وحسن الصُّحبة، وأمر بإيتاء القرابة والمحتاجين حقوقهم.
    وقال سبحانه : {وَاعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي القُرْبَى وَاليَتَامَى وَالمَسَاكِينِ وَالجَارِ ذِي القُرْبَى وَالجَارِ الجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ}[14]،
    فأَوْصَى بعبادته، وبالإحسان إلى خلقِه من الوالدين، والقرابة، والجيران، والأصحاب، والضعفاء، والمساكين، والآية عامَّة في جميع المذكورين، من المسلمين والكافرين، والصَّالحين والفاسقين، والقريبين والبعيدين، فكلُّهم يجب العدل في معاملتهم، والإحسان إليهم، وإن كان حق المسلم أعظم من حقِّ الكافر، وحق القريب آكَد من حقِّ البعيد، فكلٌّ يجب له من البرِّ والإحسان بحسب قربة ومنزلته، وعلى قدر حاجته وما يناسبه.
    وعلى هذا تواطَأَتْ رسالات السماء، وأوصتْ به جميعُ الأنبياء؛
    قال الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللهَ وَبِالوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي القُرْبَى وَاليَتَامَى وَالمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ}[15]؛
    أي: أخذ الميثاق عليهم على ألسنة أنبيائِهم أن يعبدوه وحده لا شريك به، وأن يُحسنوا إلى الوالدين والأرحام واليتامى والمساكين، بكلِّ قول وفِعْل جميلٍ، ثم أَمَرَ بالإحسان إلى الناس عمومًا،
    فقال: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا}[16]؛ أي: قولاً حسنًا، لطيفًا رفيقًا، طيبًا مفيدًا، وهذا عامٌّ في القريب والبعيد، والبر والفاجر، والمسلم والكافر، إلا أن يكونَ محاربًا؛
    قال الله تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ}[17].
    وقد حذف المعمول في قوله: {أَنْ تَبَرُّوهُمْ}؛ ليشمل كلَّ أنواع البرِّ والإحسان، بالقول والفعل، وإذا كنَّا مأمورين بالإحسان في معامَلة الكفار، والبر بهم قولاً وفعلاً، تأليفًا لقلوبهم، وترغيبًا لهم في الإسلام، فكيف بالمسلمين الحنفاء ؟
    بل كيف بالزَّوج المُسلم، الذي له حقُّ الإسلام وحق الزوجيَّة أيضًا .
    فالقولُ الحَسَن يؤنس النفوس، ويفتح مغاليق القلوب، ويعين على قَبول الحق والانقياد له، ويورث المحبَّة والتقدير لصاحبه، وهو يدلُّ على سموِّ نفسه، وحسن خلقه، وعفَّة لسانه، وهذا ما يجب أن يكونَ عليه المسلمُ،
    فإنَّ النبي قال: (ليس المؤمن بالطَّعَّان، ولا اللَّعَّان، ولا الفاحش، ولا البذيء)[18].
    وفي الصَّحيحين: عن عَائشة رضي الله عنها قالت: دخل رهط من اليهود على رسول الله فقالوا: السَّام عليكم، فقالت عائشة: ففهمتها، فقلت: وعليكم السام واللَّعنة، قالتْ: فقال رسول الله : (مهلاً يا عائشة، إن الله يحبُّ الرِّفق في الأمر كله)، فقلتُ : يا رسول الله أَوَلَم تسمع ما قالوا؟ قال رسول الله قد قلت : (وعليكم) [19]،
    وفي رواية لأحمد وابن خُزَيمة: فنظر إليَّ، فقال: (مَه، إن الله لا يحبُّ الفُحش ولا التَّفَحُّش، قالوا قولاً فرددناه عليهم، فلم يضرَّنا شيء، ولزمهم إلى يوم القيامة)[20].
    فالحلم والأناة، والتلطُّف والترفُّق، والبشاشة وطلاقة الوجه، ولين الجانب وحسن المعامَلة، والصبر واحتمال الأذى، من أبرز الصفات التي تجمع لصاحبها خيري الدنيا والآخرة،
    وهي مع عظيم نفعها، وجميل عائدتها، وحُسن عاقبتها، لا تكلِّف صاحبها شيئًا يُذكر، ولذلك قال النبي : (إنَّكم لن تسعوا الناس بأموالكم، ولكن يسعهم منكم بَسْط الوجه، وحُسن الخُلُق) [21].
    ثم إنَّ الله تعالى أَكَّد الأمر بعبادته والإحسان إلى خلقه، بقوله في آخر الآية: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ}[22]،
    فإنَّ الصَّلاة عبادة خالصة لله، والزَّكاة عبادة متضمِّنة للإحسان إلى الناس[23].
    وقد بَيَّن اللهُ تعالى منهج التَّعامل مع الناس في آية مختصرة جامعة، فقال سبحانه: {خُذِ العَفْوَ وَأْمُرْ بِالعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ}[24].
    قال جعفر الصَّادق: "أَمَرَ الله نبيَّه بمكارم الأخلاق، وليس في القرآن آية أجمع لمكارم الأخلاق من هذه الآية"[25].
    وذلك أنَّها تَضَمَّنَتِ الإحسانَ إلى الناس بالرِّفق في مُعاملتهم، والتَّيْسير عليهم، والنُّصح لهم، والإعراض عن جاهلهم، ومنها يؤخَذ أن للمسلم في تعامله مع الناس ثلاثة أحوال:
    الأول: أن يأخذ منهم ما سهل عليهم، وطوعت به نفوسهم، وتيسر لهم بذله من أموالهم وأخلاقهم وأعمالهم،
    وأن يتركَ الاستقصاء عليهم، والتفتيش عن بواطنهم، ويلتمس المعاذير لهم، ولا يجهدهم ويشق عليهم، ويحملهم على الشطط والعَنَت، فيؤذيهم ويحرجهم.
    قال عبدالله بن الزُّبَير رضي الله عنهما : أَمَرَ اللهُ نبيه أن يأخذَ العفوَ من أخلاق الناس، وقال مُجاهد: يعني خُذ العفو من أخلاق الناس وأعمالهم من غير تحسُّس [26].
    الثاني : أن يأمرَهم بالمعروف، وينْهاهم عن المُنكر؛ لأنَّ عاقبة ذلك صلاحُ أمرهم في دنياهم وآخرتهم.
    الثالث : أن يُعْرِضَ عنِ الجاهلين، ويصفح عنهم، ولا يشغل نفسه في الانتقام منهم، ومطاولتهم والرَّد عليهم، ومقابَلة جهلهم وسفههم.
    قال ابن العربي : "قال علماؤنا : هذه الآية من ثلاث كلمات، قد تضمنتْ قواعد الشريعة المأمورات والمنهيَّات، حتى لم يَبقَ فيه حسنةٌ إلا أوضحتها، ولا فضيلةٌ إلا شرحتها، ولا أُكرومة إلا افتتحتها، وأخذت الكلمات الثلاث أقسام الإسلام الثلاثة،
    فقوله: {خُذِ العَفْوَ}: تولَّى بالبيان جانبَ اللين، ونفي الحرج في الأخْذ والإعطاء والتكليف.
    وقوله: {وَأْمُرْ بِالعُرْفِ}: تناول جميع المأمورات والمنهيات، وإنهما ما عُرف حكمه، واستقرَّ في الشريعة موضعُه، واتفقتِ القلوب على علمِه.
    وقوله: {وَأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ}: تناوَلَ جانب الصَّفْح بالصبر الذي به يَتَأَتَّى للعبد كل مراد في نفسه وغيره"[27].
    وقال ابن القيم: "فلو أخذ الناس كلهم بهذه الآية لكفَتْهم وشفَتْهم، فإنَّ العفو ما عفا مِن أخلاقهم، وسمحت به طبائعهم، ووسعهم بذلُه من أموالهم وأخلاقهم.
    فهذا ما منهم إليه، وأما ما يكون منه إليهم فأَمْرهم بالمعروف، وهو ما تشهد به العُقُول، وتعرف حسنه، وهو ما أَمَرَ الله به، وأما ما يُتَّقَى به أذى جاهِلهم، فالإعراضُ عنه، وترك الانتقام لنفسه، والانتصار لها.
    فأيُّ كمال للعبد وراء هذا ؟
    وأية معاشرة وسياسةٍ لهذا العالَم أحسن مِن هذه المعاشَرة والسياسة ؟
    فلو فكَّر الرجل في كل شر يلحقه من العالَم - أعني : الشر الحقيقي الذي لا يوجب له الرِّفعة والزلفى من الله - وجد سببه الإخلال بهذه الثلاث أو بعضها، وإلاَّ فمع القيام بها، فكلُّ ما يحصل له من الناس فهو خير له، وإن كان شرًّا في الظاهر، فإنه يتولَّد من الأَمْر بالمعروف، ولا يتولَّد منه إلا خير، وإن ورد في حالة شرٍّ وأذى"[28].
    ولو لم يرد في الدلالة على أهمية حسن الخلق، وعظيم أثره، وشدة الحاجة إليه، إلا آية (آل عمران)، لكان ذلك كافيًا،
    قال الله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ القَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ}[29].
    فإذا كان رسولُ الله هو الذي أوتِي كلَّ مقومات المحبة والقَبول،
    ومحبته مُقَدَّمة على محبة النفس والأهل والناس أجمعين، وهو سيِّد ولد آدم، وأفضل من مَسَّ الثرى، وحملتْه المطايا،
    وهو أرفع الناس نسبًا، وأكرمهم أصلاً ومحتدًا، وأجملهم مظهرًا وجوهرًا، وأرجحهم رأيًا وعقلاً، وأحسنهم بيانًا ومنطقًا، وأبلغهم حجَّة وبُرهانًا، وأتقاهم لربِّه سرًّا وجهارًا، وأعلاهم منزلة ومكانًا، وأنداهم يدًا، وأجزلهم عطاء،
    وهو رئيس الدولة وقاضيها وقائدها، ورسول رب العالمين ووليُّه وخليله،
    وصحابته رضي الله عنهم هم أفضل هذه الأمة بعده، وأكمل النَّاس محبةً له،
    ومع كلِّ ذلك يُقال له: {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ القَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}!
    فكيف بغيره من البشَر، وهم دونه بمراحل كثيرة، وليس لهم من مقوِّمات المحبة والقَبول، ووُجُوب السَّمع والطَّاعة ما جعله الله له؟ فما أحوجَهم إذًا إلى تَرْك الفظاظة والغِلظة، والبعد عن الجفاء والقسوة، واستعمال الرفق واللين.
    ولذا كان النبيُّ يُبايِع أصحابَه على القيام بحقِّ الله تعالى والنُّصح لعباده؛
    فقد روى البخاري ومسلم، عَنْ جَرِير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه قال: "بايَعْتُ رسول الله ص على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنُّصح لكلِّ مسلم"[30].
    فبايعه على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وهما أظهر العبادات، وأهم أركان الإسلام بعد الشهادتينِ، والقيام بهما عنوان الاستقامة على طاعة الله تعالى،
    وبايعه على النُّصح لكلِّ مسلم، والنُّصح لا يقتصر على مجرد الوعظ بالقول، كما قد يتبادر إلى الذِّهن، بل يعني إيصال كل ما أمْكَن من الخير، ودفع كل ما أمكن منَ الشر، بالقول والفعل، فجمع عليه الصَّلاة والسَّلام بَيْن الأمر بطاعة الله والإحسان إلى خلقه.
    وعن أبي ذر رضِي الله عنه قال : قال لي رسول الله : (اتَّقِ الله حيثما كنتَ، وأتبع السيئةَ الحسنة تَمْحُها، وخالق الناس بِخُلُق حَسَن)[31].
    وهذا حديثٌ عظيمُ الشأن، جليل القدر، قد تضمَّن - على وجازة لفظه - بيانَ واجب العبد تجاه ربِّه، وتجاه نفسِه، وتجاه الناس.
    أما واجبه تجاه ربه، فهو أن يتَّقيه في السر والعلن، وفي كلِّ مكان وزمان، وذلك بطاعته، واجتناب معصيته، وشُكر نعمه.
    وأمَّا واجبه تجاه نفسه، فهو أن يقيمَها على طاعة الله تعالى، ولا يعرِّضها لسخطه ومقته، وشؤم الذَّنب، وسُوء عاقبته؛ فإذا فرطت منه السيئة، أتْبعها بالحسنة، لتزيل أثرها من القلب، وتمحوها من ديوان الحَفَظَة، فإنَّ الخيرَ يرفع الشَّر، والنور يزيل الظُّلمة، والمرض يعالج بضدِّه، والحسنات يذهبن السيئات.
    وأما واجبُه تجاه النَّاس، فهو أن يعاملَهم بخُلُق حَسَن، ويُعاشِرهم بالمعروف، فيُحْسن إليهم، وينصح لهم، ويكفّ الأذى عنهم، ويتحمَّل الأذى منهم، ويحرص على إيناسهم، وإدخال السرور عليهم، ويكون طلْق المُحَيَّا، باسم الثغر، لين الجانب، نديَّ اليد، لطيف المعامَلة، أليفًا مألوفًا، رفيقًا عطوفًا، عفيفًا شريفًا.
    ولا شكَّ أنَّ مخالَقة النَّاس بخُلُق حسن جزْءٌ مهم من التَّقوى، بل لا تتم التقوى إلا به، ولكنَّ النَّبيَّ خصَّه بالذِّكر؛ اهتمامًا بشأنه، وتنويهًا بفضله، وتنبيهًا على أهميته، وشدة الحاجة إليه.

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 07 2024, 22:11