صناعة الفخار حرفة تصارع من اجل البقاء في عالم الحداثة
صناعة الفخار حرفة تصارع من اجل البقاء في عالم الحداثة
"فنانون" يعولون على حدوث تغيير ما في دعم القطاعات الانتاجية
"صناعة الفخار" واحدة من الحرف التقليدية الاقدم والاكثر انتشارا في
العالم، التي تحارب من اجل البقاﺀ، انها حرفة توارثها أبناﺀ عن آباﺀ عن
أجداد فقدّر لها الحماية والاستمرار إلى عصرنا وان بشكل خجول، وذلك بسبب ما
عانته من إهمال وما الحق بها من ممارسات ادت إلى طمسها او تغييبها في بعض
الاماكن.
قديماً كان الفخار المادة الأساسية التي يستخدمها الإنسان في صناعة
كثير من مستلزمات الحياة كأواني الغذاﺀ وصولاً حتى مكان السكن أما اليوم
فغدا فقط محصوراً في صناعة أواني الزهور وتحف الزينة وديكورات المنازل
والفنادق السياحية بشيﺀ من الإبداع الفني.
ولبنان عبر العصور عـرف هذه الحرفة إنطلاقاً من طبيعة أرضه, لا سيما
في مواقـع جغرافـية متعددة. وفي زمننا الحاضر لا زالت هذه المـادة
الخزفـية تعتبر أساسية في بعض البلدات والقرى, حيث يعوّل الكثير من أهلـها
عليـها كصناعة استهلاكية تدخل في عداد المطبخ اللبناني.
كما يعتـبر الفـخار المادة الأكثر إنتشاراً في المواقع الأثرية, لذا
يعتمد على دراسته وتنوعـه في تأريخ الطبـقات الأثرية لأنه يبدو مميزاً في
كل طبقة من الطبقات, لا سيما في المواقع الأثرية القديمة والحديثة.
الى ذلك، تميّز الإنتاج اللبناني بتوفر نوعين من الفخاريات, الأول
مخصص للسوق المحلية وللإستهلاك اليومي وهو بسيط ويفتقر الى التزيينات
والزخارف المكلفة, وينتشر هذا النوع بكميات كبيرة في مختلف المواقع
الأثرية, أما النوع الثاني المزخرف والذي يكتسب أهمية بالغة لجهة تأريخ
الفن, فيمكن التعرف من خلاله على المؤثرات الفنية المحلية منها والخارجية،
وما أكثرها في بلد كلبنان عرف بانفتاحه على مختلف الثقافات منذ القديم
وساهم بشكل مباشر في إنضاج تلك الثقافات.
ويعتبر الفخار المزين وثيقة تأريخية وفنية لا يستهان بها في
الإستدلال أو في التعرّف على العلاقات الثقافية والإجتماعية والتجارية
أيضاً مع الأسواق الخارجية, وهي على الأغلب تدور مع بلدان شرق البحر الأبيض
المتوسط, لا سيما مصر القديمة واليونان والرومان.
وتعود صناعة الفخار في لبنان الى 4 آلاف سنة قبل الميلاد نظراً
لمواكبة شعبه الحضارات الإنسانية وتأثره بها. ومـنذ ذلك الزمن مـرّت صناعـة
الفـخار بعدة مراحل أدّت الى تطوّره وتميزه في كـل منطقـة عن باقي المناطق
بحسب توفر المواد الأولية الطينية ولوازمها المتعددة.
وقد حملت بعد ذلك العديد من القرى والبلدات اللبنانية اسمها، منها
راشيا الفخار، على مسافة 70 كلم من صيدا جنوب لبنان، التي لا تزال صناعة
الفخار فيها تعتمد طرقاً بدائية، لكنها ذات جودة عالية رغم افتقارها للآلة
التي تساعد في تطويرها وتخفف أعباﺀ كثيرة عن أفــراد العائلة العاملة، فيما
يبقى المردود المادي ضئيلاً قياساً بالفترة الزمنية التي يتطلبها إنجاز
العمل والجهد الذي يقتضيه.
كما تتميّز قرية اصيا قضاء البترون شمال لبنان، التي تبعد 30 كلم عن
جبيل، بفخّار بدائي. وهي حرفة تقتصر على النساء و صناعته يدوية محضة.
وتتولّى النساء الحرفيات تحضير مختلف الصفائح - القعر والجوانب الداخلية -
اللازمة لتكوين الوعاء ثمّ تثبتها بضغط الطين بالأصابع من أسفل إلى أعلى.
أمّا تحديد الشكل، فيتمّ من خلال التربيت على الطين بواسطة مطرقة من الداخل
والخارج. وتعمل النساء الحرفيات في فصل الصيف فقط و تتجمعن أمام عتبة أحد
البيوت لابتكار أواني الحساء والأطباق والصحون البنية اللون المشهورة
بمتانتها ونقاوة أشكالها.
كما تشهد قرية بيت شباب -المتن، الواقعة على بعد 20 كلم من بيروت،
استمراراً خجولاً لحرفةٍ عرفت ازدهاراً طويلاً فيما مضى إذ لا تزال عائلة
من الحرفيين تصنع جراراً بارتفاع متر كانت تستخدم قديماً لحفظ الزيت و
الزيتون و الخلّ و العرق و القورما و تساعد العائلات على قضاء فصل الشتاء
عبر تخزين المؤونة في داخلها.
ويبقى العاملون في هذه الصناعة على أمل حدوث تغيير ما، لجهة دعم
القطاعات الانتاجية الحرفية في المناطق. اذ لا تزال هذه الصناعة التقليدية
ترقد حتى الساعة في اقبية منازل بعض هذه البلدات، ويتمسك جيل من كبار السن
بصناعتها معتمدين على الطين والحرارة العالية التي يولدها احــتــراق الحطب
والفحم. اذ بنظر قليلين ممن لا يزالون يسترزقون من هذه المهنة "ليس هناك
أبدع من شيﺀ تصنعه بيديك وتسجله بمشاعر وأحاسيس صادقة نابعة مــن عميق قلبك
فتكون دلالاتــه إنسانية تاريخية تراثية فنية عريقة تخبر عن الماضي الذي
كان وتؤصل لمستقبل مشرق".
وكان للتطور والحداثة تأثيرهما السـلبي على مثل هـذه الصناعة
التقليدية حيث بـدأت تشهد تراجعاً ملحوظاً أثمره تطور الصناعات الحديثة
ومواكبة العالم لعمليات التصنيع الإلكتروني بخاصة في أواسط الثمانينات من
القرن الماضي فبدأ الركود يشوب صناعة الأواني الفخارية وبات العطاﺀ المستمر
من قبل الحرفيين ينضب ويتوارى شيئاً فشيئاً حتى بدا واضحاً وجلياً منذ
العقد الثالث للقرن الماضي وبقي عدد بسيط من أولئك الصناعيين المهرة بل
الفنانين المبدعين يجابه ويحارب من أجل بقاﺀ حرفته وحرفة أجداده بعضهم عمد
إلى شراﺀ آلات حديثة والبعض الآخر أصر أن يستمر بإبداع الصناعة التقليدية
من أوان وأباريق وقوارير وصحون مزينة بألوان زاهية وأخرى تصلح كأركان
وزوايا ديكور رائع في المنزل والحدائق.
صناعة الفخار حرفة تصارع من اجل البقاء في عالم الحداثة
"فنانون" يعولون على حدوث تغيير ما في دعم القطاعات الانتاجية
"صناعة الفخار" واحدة من الحرف التقليدية الاقدم والاكثر انتشارا في
العالم، التي تحارب من اجل البقاﺀ، انها حرفة توارثها أبناﺀ عن آباﺀ عن
أجداد فقدّر لها الحماية والاستمرار إلى عصرنا وان بشكل خجول، وذلك بسبب ما
عانته من إهمال وما الحق بها من ممارسات ادت إلى طمسها او تغييبها في بعض
الاماكن.
قديماً كان الفخار المادة الأساسية التي يستخدمها الإنسان في صناعة
كثير من مستلزمات الحياة كأواني الغذاﺀ وصولاً حتى مكان السكن أما اليوم
فغدا فقط محصوراً في صناعة أواني الزهور وتحف الزينة وديكورات المنازل
والفنادق السياحية بشيﺀ من الإبداع الفني.
ولبنان عبر العصور عـرف هذه الحرفة إنطلاقاً من طبيعة أرضه, لا سيما
في مواقـع جغرافـية متعددة. وفي زمننا الحاضر لا زالت هذه المـادة
الخزفـية تعتبر أساسية في بعض البلدات والقرى, حيث يعوّل الكثير من أهلـها
عليـها كصناعة استهلاكية تدخل في عداد المطبخ اللبناني.
كما يعتـبر الفـخار المادة الأكثر إنتشاراً في المواقع الأثرية, لذا
يعتمد على دراسته وتنوعـه في تأريخ الطبـقات الأثرية لأنه يبدو مميزاً في
كل طبقة من الطبقات, لا سيما في المواقع الأثرية القديمة والحديثة.
الى ذلك، تميّز الإنتاج اللبناني بتوفر نوعين من الفخاريات, الأول
مخصص للسوق المحلية وللإستهلاك اليومي وهو بسيط ويفتقر الى التزيينات
والزخارف المكلفة, وينتشر هذا النوع بكميات كبيرة في مختلف المواقع
الأثرية, أما النوع الثاني المزخرف والذي يكتسب أهمية بالغة لجهة تأريخ
الفن, فيمكن التعرف من خلاله على المؤثرات الفنية المحلية منها والخارجية،
وما أكثرها في بلد كلبنان عرف بانفتاحه على مختلف الثقافات منذ القديم
وساهم بشكل مباشر في إنضاج تلك الثقافات.
ويعتبر الفخار المزين وثيقة تأريخية وفنية لا يستهان بها في
الإستدلال أو في التعرّف على العلاقات الثقافية والإجتماعية والتجارية
أيضاً مع الأسواق الخارجية, وهي على الأغلب تدور مع بلدان شرق البحر الأبيض
المتوسط, لا سيما مصر القديمة واليونان والرومان.
وتعود صناعة الفخار في لبنان الى 4 آلاف سنة قبل الميلاد نظراً
لمواكبة شعبه الحضارات الإنسانية وتأثره بها. ومـنذ ذلك الزمن مـرّت صناعـة
الفـخار بعدة مراحل أدّت الى تطوّره وتميزه في كـل منطقـة عن باقي المناطق
بحسب توفر المواد الأولية الطينية ولوازمها المتعددة.
وقد حملت بعد ذلك العديد من القرى والبلدات اللبنانية اسمها، منها
راشيا الفخار، على مسافة 70 كلم من صيدا جنوب لبنان، التي لا تزال صناعة
الفخار فيها تعتمد طرقاً بدائية، لكنها ذات جودة عالية رغم افتقارها للآلة
التي تساعد في تطويرها وتخفف أعباﺀ كثيرة عن أفــراد العائلة العاملة، فيما
يبقى المردود المادي ضئيلاً قياساً بالفترة الزمنية التي يتطلبها إنجاز
العمل والجهد الذي يقتضيه.
كما تتميّز قرية اصيا قضاء البترون شمال لبنان، التي تبعد 30 كلم عن
جبيل، بفخّار بدائي. وهي حرفة تقتصر على النساء و صناعته يدوية محضة.
وتتولّى النساء الحرفيات تحضير مختلف الصفائح - القعر والجوانب الداخلية -
اللازمة لتكوين الوعاء ثمّ تثبتها بضغط الطين بالأصابع من أسفل إلى أعلى.
أمّا تحديد الشكل، فيتمّ من خلال التربيت على الطين بواسطة مطرقة من الداخل
والخارج. وتعمل النساء الحرفيات في فصل الصيف فقط و تتجمعن أمام عتبة أحد
البيوت لابتكار أواني الحساء والأطباق والصحون البنية اللون المشهورة
بمتانتها ونقاوة أشكالها.
كما تشهد قرية بيت شباب -المتن، الواقعة على بعد 20 كلم من بيروت،
استمراراً خجولاً لحرفةٍ عرفت ازدهاراً طويلاً فيما مضى إذ لا تزال عائلة
من الحرفيين تصنع جراراً بارتفاع متر كانت تستخدم قديماً لحفظ الزيت و
الزيتون و الخلّ و العرق و القورما و تساعد العائلات على قضاء فصل الشتاء
عبر تخزين المؤونة في داخلها.
ويبقى العاملون في هذه الصناعة على أمل حدوث تغيير ما، لجهة دعم
القطاعات الانتاجية الحرفية في المناطق. اذ لا تزال هذه الصناعة التقليدية
ترقد حتى الساعة في اقبية منازل بعض هذه البلدات، ويتمسك جيل من كبار السن
بصناعتها معتمدين على الطين والحرارة العالية التي يولدها احــتــراق الحطب
والفحم. اذ بنظر قليلين ممن لا يزالون يسترزقون من هذه المهنة "ليس هناك
أبدع من شيﺀ تصنعه بيديك وتسجله بمشاعر وأحاسيس صادقة نابعة مــن عميق قلبك
فتكون دلالاتــه إنسانية تاريخية تراثية فنية عريقة تخبر عن الماضي الذي
كان وتؤصل لمستقبل مشرق".
وكان للتطور والحداثة تأثيرهما السـلبي على مثل هـذه الصناعة
التقليدية حيث بـدأت تشهد تراجعاً ملحوظاً أثمره تطور الصناعات الحديثة
ومواكبة العالم لعمليات التصنيع الإلكتروني بخاصة في أواسط الثمانينات من
القرن الماضي فبدأ الركود يشوب صناعة الأواني الفخارية وبات العطاﺀ المستمر
من قبل الحرفيين ينضب ويتوارى شيئاً فشيئاً حتى بدا واضحاً وجلياً منذ
العقد الثالث للقرن الماضي وبقي عدد بسيط من أولئك الصناعيين المهرة بل
الفنانين المبدعين يجابه ويحارب من أجل بقاﺀ حرفته وحرفة أجداده بعضهم عمد
إلى شراﺀ آلات حديثة والبعض الآخر أصر أن يستمر بإبداع الصناعة التقليدية
من أوان وأباريق وقوارير وصحون مزينة بألوان زاهية وأخرى تصلح كأركان
وزوايا ديكور رائع في المنزل والحدائق.
الإثنين أغسطس 19 2019, 18:26 من طرف ندى الياسمين
» 10 فوائد مفاجئة للعلكة الخالية من السكر
الإثنين أغسطس 19 2019, 18:17 من طرف ندى الياسمين
» آلام لا يجب أن تتجاهلها الحامل صحة الحامل والجنين.
السبت فبراير 09 2019, 07:07 من طرف ابو جهاد
» الاكل الممنوع للحامل في الشهور الاولى
السبت فبراير 09 2019, 06:53 من طرف ابو جهاد
» كل شيء عن حساسية الجلد عند الاطفال
الأربعاء يناير 30 2019, 07:35 من طرف ابو جهاد
» علاج الزغطة: من الحالات البسيطة الى الشديدة
الأحد يناير 27 2019, 09:24 من طرف ابو جهاد
» فتق المعدة: الأسباب والأعراض والعلاج
الأحد يناير 27 2019, 09:20 من طرف ابو جهاد
» علامات تشير للإصابة بديسك في أسفل الظهر
السبت يناير 26 2019, 08:48 من طرف ابو جهاد
» أمور يجب القيام بها وأخرى تجنبها بعد الجلطة الدموية
الخميس يناير 24 2019, 07:21 من طرف ابو جهاد