رسالة نادرة في منهج الدعوة كتبها ابن حميد لعبدالله بن سعدي
هذه رسالة من نوادر الرسائل التي تتعلق بمنهج الدعوة كتبها الشيخ القاضي عبدالله بن سليمان بن حميد لشيخنا داعية التوحيد في منطقة الجنوب عبدالله بن سعدي الغامدي ، وهذه الرسالة فيها فوائد عزيزة خاصة أنها كتبت في الستينات 1360هــ وهي ضمن كتابي ( داعية التوحيد في منطقة الجنوب عبد الله بن سعدي )
: نسب لشيخنا عبدالله بن سعدي أنه لا يسافر لبعض المناطق لوجود المنكرات فيها ، وأنه يهجر من لا يستجيب لدعوته ، وأنه لا يخالط الأمراء وشيوخ القبائل والعامة ، وأنه يستعمل العنف والشدة، وعدم الرفق في الدعوة .
وقد كتب له في ذلك برسالة مطولة قاضي جيزان الشيخ عبدالله بن سليمان بن حميد رحمه الله ، ويظهر أن بعض الجهلة أو المعاندين قد كتب للشيخ ابن حميد في ذلك، وهذه الرسالة من الرسائل المهمة؛ حيث يظهر فيها منهج الشيخ عبدالله بن سليمان بن حميد في الدعوة إلى الله ، وأيضاً وهو الأهم ذكره لمنهج الشيخ عبدالله القرعاوي في الدعوة إلى الله
وهذا نص الرسالة:
(من محبك بلا ريب الداعي لك في ظهر الغيب: عبدالله بن سليمان بن حميد إلى حضرة الأخ الفاضل صاحب الفضائل المحبوب في الله عبدالله بن سعدي العبدلي الغامدي سلمه الله تعالى، وأطال الله في طاعته وحفظه وتولاه وزاد عزه وعلياه وحرس دينه ودنياه وجمعني على بساط المسرة وإياه آمين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
على الدوام مع السؤال عن ذاتكم الزكية وأخلاقكم المرضية، أحوالنا من نعم الله تسركم من كافة الوجوه، رزقنا الله وإياكم شكر نعمه ودفع عن الجميع نقمه ونسأله الثبات على دين الإسلام والوفات على سنة محمد سيد الأنام:
كتابكم الجوابي المؤرخ وصل، وجميع ما شرحتموه كان عند مجيئك معلوم، والأمر كما ذكرت وفوق ما شرحت، وهذا آخر الزمان فيه الفتن والامتحان والقابض على دينه الصحيح كالقابض على الجمر ؛ لقلت الأنصار والأعوان نسأل الله السلامة من الفتن، والتوفيق لما فيه السعادة في الدنيا والآخرة، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وذكرت أخي محبتك لنا ، فأحبك الله الذي أحببتنا له ، ولا عندنا في ذالك شك ولا ريب، لأن لك عندنا من المحبة شيء عظيم ، ودعائك لنا هو غاية المطلوب لحاجتنا إلية من مثلك.
أخي فهمنا من عدم وصولك إلينا في قرية أبها للسلام ، هو ما ترى وما تسمع من المنكرات ،فلا أري هذا الفهم صواباً أم خطئأً ، وعلى صحته فإني لا أري لك ذلك ، بل الصواب للداعي إلى الله أن يستعمل مخالطة الناس ويصبر على إذاهم ويعرف الفرق بين المدارات والمداهنة ، ويستعمل الأولى ليتحصل على غرضه ومطلوبه الذي هو إرشاد الخلق إلى الحق، وتخفيف المنكر وفعل بعض الواجبات ، وما لا يدرك كله لا يترك كله ، ومن عرف طريق دعوته صلى الله عليه وسلم هان عليه الأمر« ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ». وقال « ولو كنت فظاً غليظ القلب لنفظوا من حولك ». وقال صلى الله عليه وسلم : « يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا». ولا يخفاكم ما ورد من الآيات والأحاديث في هذا المعنى، فلا نطيل بذكرها.
فالداعي إلى الله سبحانه يحتاج إلى نية صالحة قبل كل شيء، ثم إلى الرفق واللين والتيسير، بلا مداهنة ولا مجاملة ولا هوادة في الحق ، وإذا أراد الداعي أن يطاع فليأمر بما يستطاع ، ولا يشدد ولا ينفر ولا يتهدد ولا يتوعد ، ويغفر من الإساءة ما لا يضر بالدين ، ويقبل الاعتذار ويغض النظر ويحمل الناس على السلامة، ويتطلب لهم الأعذار فيما أخطئوا به حتى يتبين لهم الحق، ويذكر الواعظ قوله تعالى « لا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها سيجعل الله بعد عسراً يسراً ». والواعظ المرشد لا يبلغ مراده إلا إذا جمع البشارة والنذارة، وأحكم الترغيب والترهيب ، وأحسن ظن مستمعيه بالله سبحانه وخوفهم معصيته ، وبين لهم عقوبة مخالفته في الدنيا والآخرة ، أما الذين لا يقولون إلا بشدة ولا يعضون إلا بعنف ، ويقبحون ويفسقون ويكفرون ، ويخاطبون الناس بأنت أنت ، فهؤلاء عون لإبليس على الفتنة، ولا يقبل منهم شيء وخير لهم أن يسكتوا ويعتزلوا الناس ؛ لأن ضررهم أعظم من نفعهم ، وقد أمر الله موسى وهارون، أن يقولا لفرعون قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى ، وعلى المرشد الداعي أن يبدأ الناس بالأهم فألاهم، ولا يطلب من الناس القيام بجميع ما أمروا به دفعة واحدة ، فإن هذا متعسر جداً ، قال علي للنبي صلى الله عليه وسلم : « ... أو قاتلهم حتى يكفوا مثلنا ، قال : لا ». القصة المعروفة.
وللشيخ عبدالله القرعاوي في دعوته قصص يطول ذكرها ، ولا يقبلها إلا هو، ولكنه نال مراده وهداه بفعله عبادة.
منها:
أنه إذا رأى رجلاً نبيهاً أو يرجوا بهدايته نفعاً عاماً ، قال له : يا فلان أنت تحب الخير والعلم ، والظاهر أنما خلفك عن المدرسة إلا شرب الدخان ، فأنت احضر مع الطلبة وإذا بغيت تشرب فسحنا لك ، فيأتي الرجل ويلقي الشيخ المواعظ المتنوعة على الجميع، فلا يأتي خمسة أيام إلا وقد ترك وصار من أحسن الطلبة. وكان في أول أمره إذا جاء عند القبيلة لا ينكر عليهم شيئاً من أفعالهم ، بل يقلي الوعظ والتذكير حتى يتمكن منهم ، واللعب يكتفي منهم أن يوافقوه على عزل النساء في محل، والرجال في محل آخر.
ولم يزل كذلك حتى أدرك قطعه مرة واحدة ، ولكن بعد ثمان سنين.
ويرغبهم في ختان السنة ، يتحمل المصرف والكسوة لمن وافقه على السنة، وبذالك جميع الطلبة وأقاربهم وافقوه على طلبه.
وبهذه الأمور انتشرت دعوته وقبلت، وهدأة الفتن التي كان يلاقيها في سبيل الدعوة، لما صبر وصابر وعرف الله صدقه نصره وأيده.
والشيخ القرعاوي يدخل على الأمراء وأهل الماليات والتجار والفجار ، ويأمرهم وينهاهم برفق وبصيرة، ويشجعهم على فعل الخير ومساعدة الطلبة كلاً بحسبه حتى وافقوه وخافوه وأجلَّوه، وصار معظماً في نفوسهم ،وهذا كله بركة الرفق واللين وحسن النية.
وأملي بالله سبحانه أن تصل إلى تهامة للسلام على الشيخ والطلبة ، وترى لحاله هناك لتسرَّ بذالك ، ولتعرف أنه يدرك بالرفق ما لا يدرك بالعنف، ولا يخفى قول بعض الصحابة : «إننا نهش في وجوه قوم وإن قلوبنا تلعنهم ». وقول النبي صلى الله عليه وسلم : « بئس أخو العشيرة ، ائذنوا له ». فلما دخل عليه هش له في القول.
وإني فهمت من سيرتك، قوتك في الحق والاجتهاد فيه ، وكل ما خالف الحق أو قصَّر عاديته في الله وتجنبته ، وبهذا العمل ما يحصل المراد من الدعوة ، بل المخالطة والصبر أقرب على حصول المطلوب، وأهل الشر يودون أن أهل الخير يتباعدون عن الأمراء وشيوخ القبائل، حتى يتم لهم مرادهم في الفساد، وقرب العلماء للأمراء والعظماء ورؤساء القبائل، يخفف الشر ويقيم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نوعاً ما ، وليس شرطاً أن يقبل كلما يقوله الواعظ ، بل كما تقدم مالا يدرك كله ما يترك كله .
وإني أرجو من الأخ أن لا تظن بأخيك إلا الخير ، فإني لم أذكر ما تقدم إلا وثوق بك ومحبة انتشار الدعوة.
فإن كان صواباً فمن الله وإن كان خطئاً فاستغفر الله ، كما إني أرجوا منك مزاورة أهالي أبها وقت العيد، للمعايدة للأمير والقاضي والأهالي، وتتناساً كلما تقدم، وتلين الجانب، وتسترشد منهم في كثير مما يتعلق بدعوتك لترا المساعدة ، ويتم لك الأمر.
وفي الختام أرجوا الإفادة عن وقع ذالك في قلبك.
والله ولي التوفيق والهادي إلى أقوم الطريق ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
محبكم المخلص
عبدالله بن سليمان بن حميد
التوقيع
19/9/1369هـ)
قد كتب شيخنا عبدالله بن سعدي رسالة مطولة مفصلة للشيخ عبدالله بن سليمان بن حميد يذكر فيها منهجه في الدعوة إلى الله بالأدلة من الكتاب والسنة وآثار السلف ، وهذه الرسالة هي أوضح وأهم رسالة، حيث يذكر فيها شيخنا منهجه في الدعوة إلى الله ، فهي من نوادر رسائله ، خاصة أنه كتبها في عام 1369هـ.
وهذا نص ما كتبه شيخنا:
(بسم الله الرحمن الرحيم
من عبدالله بن سعدي العبدلي الغامدي إلى من أحبه لله وفيه: قاضي جيزان فضيلة الشيخ عبدالله بن سليمان بن حميد حفظه الله تعالى، وأدام توفيقاته وأرشده وأرشد به إلى أقوم طريق آمين وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
مع سؤال محبكم عنكم وعن أحوالكم، لاحل فيكم سوءاً ولا مكروهاً.ً وعنَّا بحمد الله تعالى في صحة وعافية ونعمة من الله ظافية، أوزعنا الله شكر نعمه ورزقنا صرفها فيما يرظيه، إنه جواد كريم. حال تاريخه وأنا بخميس مشيط أيباً من رحلتي إلى قبائل رفيدة وغيرهم، حامداً لله على ما أزال على يدي من البدع والخرافات، التي من ظمنها وقبوراً مشرفة ومجصصة بقريبة الذيبة ومثلها برقية المراغة، والكل تبع للأمير محمد بن ناصر بن عامر والأمير حسين بن صمان، ولقد هدي إلى سبيل الرشاد على يدي ولله عليَّّ المنة والفضل خلق كثير، من هذه الرحلة المباركة، نسئل الله أن يجعل العمل خالصاً لوجهه الكريم، كما اني ظفرت بكتاب لدى بعض المطاوعة، يدع إلى القول بخلق القران وجحد صفات الباري جل جلاله، ملبساً على الحق مزخرفاً للباطل، فألقيت عليه القبض ولازلت بصاحبه حتى أبدله الله بدعوته إلى الباطل، الدعوة إلى الحق والهدي وأعطيت له البعض، من كتب السنة وأرشدته إلى شراء البعض وكل هذا من فضل ربي عليََّ «ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن اشكر فإنما شكر لنفسه ومن كفر فإنَّ ربي غني كريم»
قف: كتابتكم المؤرخ في 19 رمضان 1369هـ وصلني يوم خمسة شوال 1369هـ وتبلغت أنكم في صباح اليوم المذكور، توجهتم لمقر العمل فلذلك تأخرت عنكم الإيجابة وأنتم بقرية أبها، بخصوص قولكم فهمنا من عدم وصولكم إلينا بقرية أبها للسلام، هو ما ترى وما تسمع من المنكرات إلى أخر ما أدليه به في العبارة
(قف)هذا الفهم غير صحيح، بدليل أني دخلت أبها في المرة الأولى وهي بحالة تمرض القلوب وتدمع العيون، وأقمت بها مدة طويلة ولا زلت أتجول وأعود إليها مراراً كثيرة، وألقي المواعظ في سوقها وجميع المساجد الموجودة بها، حتى تلاشة المنكرات واظمحلت واختفى صاحب المعصية بمعصيته، وبعد ذلك حصل علي ما حصل وسرت إلى خير وعافية، وحديث ابن عباس «أحفظ الله يحفظك» إلى آخره، أصل عظيم فمن تمشى عليه نجا وأفلح، وبخصوص قولكم: (بل الصواب للداعي إلى الله أن يستعمل مخالطة الناس ويصبر على آذاهم ويعرف الفرق بين المداراة والمداهنة) إلى آخر العبارة. فإن كان المداراة هي إسقاط حقوق النفس وعدم طلب النصرة من المخلوق إلا من الخالق، فهذه سبيلي فقد طعنت في عام 1359هـ وسلمني الله وفي عام 1368هـ رميت بتسع من البنادق وضربت بسبع من الخناجر، فلا ثارة البنادق فيَّ، وسلمني الله من ضرب الخناجر وصرفه عني فوقع باخ لي من الرضاعة وفي البعض من الشرط وأخويا الأمارة، والمرة الأخرى في 1369هـ زرب عليَّ باب داري بشوك الطلح، ومراراً كثيرة زجت بي مناصيب الولاية قضاة وأمراء وغيرهم في نحور الملوك وسلمني الله تعالى إلى غير ذالك مما يطول شرحه لو شرحت كلما لاقيت في سبيل الدعوة إلى الله تعالى، ولم أرفع في جميع ما ذكرت ولا غيره لمخلوق إلا للخالق عملاً بقوله تعالى : «الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين» وقوله عليه الصلاة والسلام «أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم بعدهم الأمثل في فالأمثل» إلى آخر الحديث، وتاسياً بالصالحين والأعلام القدوة المهديين.
كم جرا من الفتن والمحن من ملوك الإسلام وقضاة المسلمين، على أحمد بن حنبل، وأحمد بن عبدالحليم وابن تيمية، وابن القيم، ومالك ابن أنس، ومحمد بن إسماعيل الأمير، ومحمد بن علي الشوكاني، ومحمد بن عبدالوهاب، قدس الله أرواحهم جميعاً في جنة الفردوس وكم جرا لغيرهم بسبب إتباع الكتاب والسنة والعمل بهما والدعوة إليهما، ولو ذهبنا لتتبع أسماء من أوذي لذالك السبب لاستدعى المقام مجلداً ضخماً فهل يخطر ببال حضرتكم أن المذكورين كانوا غلاة مشددين أو فضوض غلاض قلوب معسرين أو غير ميسرين متسير أو أمروا بغير ما يستطاع، وخالفوا قوله تعالى «لا يكلف الله نفساً إلا وسعها» وقوله عليه الصلاة والسلام «ما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم» إلى آخره. أو كانوا لا يعرفون الفرق بين المداراة والمداهنة المنوه عنها، أو كانوا لا يقبلون الأعذار المشروعة، أو لا يحملون الناس على السلامة، أو كانوا ينفرون الناس ويتهددونهم ويتوعدونهم أولا يغفرون الإساءة أولا يغطنوا النظر عن عيوب الناس حتى حل بهم من المحن والمصائب ما عرفه العاجز المقصر فضلاً عن أولى البصائر والأفهام أو المحن والبلايا الملمة بهم كانت لسبب بيان الحق للخلق وطلب العمل به والصدع بالسنة والكتاب بالمداهنة بلا مداهنة ولا مجاملة ولا أخذ خواطر ولا مخاشاة واقتداء بالرسل الكرام عليهم من الله أفضل الصلاة والسلام.
فلما لم يرضى المخالف لهم أعمالهم وصدعهم، تطلب مساويهم ورماهم بالجرائم والعظائم والبهت والزور، وزجهم في نحور الملوك حتى حل باؤلائك الأعلام، ما قد سطر في كتب السير والتاريخ وغيرها من المدونات الشرعية، وانظر إلى قصة يحيى بن معين مع أحمد بن حنبل واعتذار يحيى للإمام أحمد وإعراض أحمد عنه، وكلام يحيى وجواب أحمد عليه، وقد ذكر صاحب فتح المجيد شرح كتاب التوحيد طرفاً من ذالك في شرحه المذكور، وانظر إلى زهد الإمام أحمد المذكور وإعراضه عن الملوك والأمراء وصدعه بالحق وصبره على الأذى من أجل ذالك، وعدم النظر لمثل العلل التي أدليتم بها عليَّ، وانظر إلى كتاب الشيخ محمد ابن عبد الوهاب إلى بن عبداللطيف القاضي الشافعي، وما ذكر فيه عن أحمد وهجره لمن اقتنى كتب أبي حنيفة، فإنه يوجد الكتاب المشار إليه في الأجوبة النجدية جمع ابن قاسم في الجزء الأول والمجلد الأول ص 17 إلى 27 أو 28 وانظر إلى رسالة محمد بن علي الشوكاني إلى الوالي في وقته التي سماها دفع العدو الصائل فإنها، توجد في مجموعة الرسائل المنيرية، مع أن في سيرته ودعوته عليه الصلاة والسلام الشفاء والكفاية، ومن تدبر ما كان عليه، عليه الصلاة والسلام وعقله وجعله دستوراً له عرف وضع كل دواء على دائه فإنه قد هجر بعض أزواجه على كلمة وهجر البعض من أصحابه من أجل التخلف عن الغزو، وأعرض عن البعض من أجل تشريف البنيان وانتصر للشرع وغضب لربه، والي فيه وعادى من أجله، وقال: «من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان» والولاء والبراء اصلين عظيمين من أصول التوحيد، ومن تدبر قوله تعالى «ولا تركنوا إلى الذين ظلموا » وانظر فيما دلة عليه الآية الكريمة وفهم كلام أهل العلم عليها عرف الفرق، لكن الأكثر من الناس منحرف في كلامه وسكوته، وأما أهل الوسط التابعون للرسل السالكين طريقة أعلام الهدى فهم أهل الصراط المستقيم وهم الذين كفوا ألسنتهم عن الباطل وأطلقوها فيما يعود عليهم نفعه في الآخرة، حشرنا الله في زمرتهم وجعلنا بهم مقتدين وبما فازوا به فائزين أنه ولي ذالك والقادر عليه. محبي فضلاً لا أمراً تراجعون الرسالتين المذكورتين وتراجعون مجموعة الحديث النجدية كتاب للكبائر ونصيحة المسلمين وكتاب الترغيب والترهيب للمنذري وتتبعون مظان ما أشرت إليه وكونوا عمر الفاروق، عملاً ب«قوله تعالى وتعاونوا على البر والتقوى» وقوله « والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض » وقوله « واتقوا فتنتة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة » وقوله «وإذ قالت أُمة منهم لم تعظون قوماً الله مهلكهم أو معذبين عذاباً شديداً » إلى آخر الآية وقوله« لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله » إلى آخر السورة ، وقوله «قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه» إلى أخر الآية وقوله«وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصباتهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا » إلى قوله « والله خبير بما تعملون » وقوله « يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونهم أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم » «وإنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذي يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتولى الله ورسوله والذي آمنوا فان حزب الله هم الغالبون» إلى قوله «لبئس ما كانوا يصنعون »
قف. أقوالالولاة الصغير منهم والكبير ليسوا سواءً، أما أهل العدل منهم فاني أحبهم مثل حبي لوالدي وأما من كان فيه عدل وجور فإني أحبه على ما فيه من العدل وأكرهه على ما فيه من الجور مع مناصحتي له سراً إما شفاهياً أو خطياً، وأما من كان ظلوماً غشوماً عاصياً لمولاه متبعاً لهواه فاني أناصحه أن استطعت مع بغضي له حتى يتوب أو يأبى وتأخذه العزة بالإثم فإذا تاب أحببته وواليته وإن تمادوا ورد الحق واستكبر عليه بغضته وتجنبته هو ومن كان على شاكلته ظلوماً غشوماً لا استطيع المناصحة له خطياً ولا شفاهياً.
قف، رجعنا إلى قولكم في المداراة و المداهنة فان كانت المداراة والمداهنة. فان كانت المداراة مثل الذي ذكرت لكم هي إسقاط حقوق النفس والانتصار للخالق فهذه سجيتي وخلقي وان كانت غير ذالك فاني لا أعرف غيره، وهذا مقام الاستفادة نبئوني بعلم صحيح، وليس بيني وبين الحق عدواة تجدوني أول عامل بما يثبت به النقل عن المصطفى المعصوم عليه الصلاة والسلام، ولكم على أُخيكم رفع أكف الابتهال إلى الله تعالى، كما قال بعض السلف من أهل العلم (من علمني حرفاً كان له عليَّ حقاً» وأما قول حضرة الشيخ( وعلى المرشد الداعي أن يبدأ الناس بالأهم فالأهم ولا يطلب من الناس القيام بجميع ما أمروا به دفعة واحدة فان هذا متعسر جداً) إلى آخر العبارة. فجوابه من وجهين: الأول: كان هذا في صدر الإسلام وقت نزول الشريعة شيئاً فشيئاً على حسب المصالح والوقائع، والثاني: يكون العمل بما ذكرتم مع الكفار الأصليين وأما المرتد أو مدعي الإسلام فليس الأمر كما ذكرتم وإلا تعطلت الشريعة وبطلت المحدود والتخذيرات فإذاً لا فائده في نصب القضاة اللهم إلا إذا كانت الدولة كافرة مثل التتار في وقت شيخ السلام ابن تيمية وكل دولة كافرة ملعونة لا تحكم الشرع بل حكمها بالطاغوت ودعوتها إليه، فإن كلامكم هذا له وجه ومستحسن، وأما مثل هذه الولاية أعنى الولاية السعودية التي جاهدة على الدين حتى ملكة هذه المملكة التي لم تعدها تجولاتي للوعظ والإرشاد وقد نصبت فيها القضاة والأمراء في كل ناحية وثبت الوعاظ والمرشدين، وجعلت بكل قرية إلا ما شاء الله مطاوعة ونواب وحكمت الشرع في كل قليل وكثير وصغير وكبير وإن حصل شيء من الخلل أو الفتور أو هدم جانب الأمر بالمعروف أو التغافل عن بعض المنكرات فليس ذلك من الملك ولا من ولاة الأمور من فروعه وإنما هو بسبب التغافل والتكاسل وغض النظر من الأمراء والقضاة ورؤوس الدوائر ورؤساء الحسبة وسكوت أهل الدين علماء وقراء ومنتسبين.
قف: فأصبحقولكم وعلى المرشد الداعي أن يبدأ الناس بالاهم فالأهم) خطأ وبه ظهرت المنكرات علناً، خصوصاً في مكة والطائف وجدة والمدينة وجميع الجهات الجنوبية اليمنية كما لا يخفى، والإ لو أن العلماء والمطاوعة الموظفين علموا الدين ونصروه بإقامة الحدود والتعزيرات والأمراء ورؤس الدوائر نفذوا أوامر الله وأوامر رسوله عليه الصلاة والسلام وأقاموا بما حملوا ما كان الدين هكذا، ولكن بالمداهنة والمجاملة وأخذ الخواطر في حقوق الله تعالى وتقدس حصل ما ترى وتسمع واتسع الخرق على الراقع، وإذا قام فرد بنصرة الدين وتكلم بالحق تعاونوا عليه وآذوه بأنواع الأذيات التي يقدرون عليها لايرقبون في مؤمن إلاَّ ولاذمة ولن يرضوا عنه حتى يكون معهم على ما هم عليه ويبتع طريقهم ويسلك مسلكهم ويحسن لهم ما يهوون كما أخبر الله بذلك في سورة البقرة وسورة : ن والقلم، قال البخاري في صحيحة في الجزء الأول ص23 وقال ابن عباس « كونوا ربانيين حكماء فقهاء » ويقال الرباني: الذي يربي الناس يصغار العلم قبل كباره،
قف: وأما ماذكرتم بخصوص الشيخ القرعاوي جزاه الله خيراً، فهذا شيء مفهوم وما كانت إقامته ابتداء في سامطة إلا موظفاً للحكومة، فبحكم الوظيفة أسس المدارس وقام بالدعوة شيئاً فشيئاً، وإما أنا فلست موظفاً لغير رب العالمين بل كل ما افعله من وعظ وإرشاد وتجول لا أريد به إلا ما عند الله محتسباً لأجره متطوعاً به لله تعالى.
قف: لقد كتبت لبعض الأمراء اطلب الأذن منه في إقامتي في قبيلة خالية من الوعاظ والمرشدين والمدارس، فقلت له أريد المساعدة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإذن لي بإقامتي بالمحل الفلاني افتح به مدارس واعلم فيه القران ومبادئ الدين وعقيدة أهل السنة مع بث الوعظ والأرشاد في الأسواق والمساجد، ولا أريد منكم غير ذالك « قل لا أسألكم عليه أجراً » فلم يرد عليَّ بجواب البتة فقلت في نفسي النية بلغت والخلق والأمر لله ما شاء الله كان وما لم يشاء لم يكن،
قف: وأما قول حضرة الشيخ (وإني فهمت من سيرتك قوتك في الحق والاجتهاد فيه وكل من خالف الحق أو قصَّر عاديته في الله وتجنبته) إلى آخر الكلام المدلى به، فأقول: كان الحق على حضرتكم التثبت في مثل هذا المقام، وتفكرون في سبب نزول قوله تعالى « أن جاءكم فاسق بنبأ » ومن نزلت فيه الآية الكريمة وما حكمها وماذا قال فيها أئمة التفسير، وخصوصاً في وقتنا هذا الذي كثرت فيه الأهواء والانتصار للنفوس والبهرج والكذب وكاد فيه يفقد الصدق والورع والإنصاف وتحري الوقوف على الحد الذي رسمه الشارع صلوات الله وسلامه عليه، كما أنه كان حقاً على حضرة الشيخ العمل بقوله تعالى « ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم » وتراجعون التفسير الصحيح وتتدبرون في أول السورة إلى آخر هذه الآيات المرشدات إلى الخير، وتفرون عن الاندراج تحت مدلول قوله تعالى « والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً واثماً مبيناً » ويكفونكم بالاندراج تحت مدلولها أهل الأهواء والأغراض، لأن مالكم قصد ولا هوى فيما أظن واعتقد ولموجب ظني فيكم واعتقادي أقول الله يبيحكم ويسامحكم ويعفو عنكم ويجعلكم في حل من جهت أُخيكم ومحبكم في الله وأما الذين اجرموا فإن الله قد أخبر أنهم من الذين أمنوا يضحكون، كما قال تعالى« إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون وإذا مروا بهم يتغامزون وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين وإذ رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون وما أرسلوا عليه حافظين » « وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد الذي له ملك السموات والأرض والله على كل شيء شهيد »
قف: أما أنا أيها المحبوب فطريقتي مع الناس النصح على العموم، وأرغب في الخير وأبين بعض الآيات والأحاديث المخبرة بالفضائل وارهب من الشر وأبين بعض الآيات والأحاديث المخبره بعقوبات الجرائم مثال ذالك أقول: من جانب المحرمات وحافظ على المأمورات وتقبل الله منه فله الجنة وانظروا يأناس صفات الجنة ثم أقرأ عليهم مثل سورة الواقعة أو هل أتى على الإنسان أو سورة الرحمن وأشباه ذالك وأتكلم على ما أتلوا عليهم بما استطيع وأقول من أشرك بالله ومات على فعل الشرك الأكبر فهو مخلداً في النار وأبين لهم الشرك الأكبر وأبين لهم ما ورد فيه وأبين لهم الشرك الأصغر وأنه اكبر من قتل النفس بغير حق وأكبر من الزناء والربا والسرقة إلى غير ذلك، وأبين لهم العقوبات الشرعية المترتبة في الدنيا وكذا عقوبات الآخرة أذا مات العاصي ما لم يتب وأقول فانَّ من سرق أو شهد بالزور أو قتل النفس يترتب عليه في الدنيا كذا وفي الآخرة كذا وهلمجرا إلى أخره ، ثم أبين لهم صفات وبعض صفات عذابها ، وأقرأ عليهم بعض ما أخبر الله به في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ، ومن ذلك أقول لهم : قال عليه الصلاة والسلام : «لعن الله الراشي والمرتشي والرائش ، وأبين لهم صفة ذالك ، فيزعل المتلبس بهذه الأفعال ويغضب ، لكون الراشي ربما تاب وكذا الرائش ، فتنقطع المصلحة عليه ، وكذالك أكل أموال الناس بالباطل بسبب سحراً أو تكهن أو حقوق على ما يزعمون وأكل الربا ، وقس على ذالك الخمار والتتان والزانية والملوط به والسمسار في هذه الأفعال ، والسماسرة اعني الجارين الجارين النساء والمردان للرجال الفساق ، فمن أجل ذالك يقعون في عرضي ويبهتونني بها ليس فيَّ، ويتذورون عليَّ ويقعدون لي كل مرصد، وينفرون الناس عني ويشهون سمعتي عندهم ، ويكذبون عليَّ عند أهل الخير وعند أهل الحل والعقد ، وعوينهم على كل ذالك رئيسهم وإمامهم إبليس ، قال ابن القيم رحمه الله في كتابه ( مدارج السالكين) طرق الشيطان مع الإنسان كثيرة جداً ، ومجامعها ست طرق ، فاول ما يأتيه من باب الشرك ، فإن وجد معه توحيد وعمل ، انتقل له في باب البدعة ، فإن وجده صاحب سنة وعمل شم قلبه ، فإن وجده عنده قوة في الدين ، دخل عليه من باب الخلو حتى يخرجه عن طريق الصالحين ، فإن وجد معه فتوراً ، جاءه من باب الكسل والقصور والأماني ، حتى يخرجه عن الصراط المستقيم ، فإن وجده مقتصداً لا جافياً ولا غالياً ، جاءه من باب الشهوة والاسترسال مع المحرمات ، حتى يرده إلى الباب الأول ، فان وجد معه تقوى وحقيقتها فعل الواجبات وترك المحرمات ، صادره من الباب السادس ، ولا يفلته فيسلط عليه الناس يؤذونه بأنواع الأذيات ، وينفرهم ولا يقبلون دعوته، ولكن إذا وصل الإنسان إلى هذه الدرجة ، فيحمد الله الذي جعله من أهلها وأكرمه بها ورفعه فيها ، فإن هذا المقام أعلى مقام وليس فوقه أعلى منه إلا مقام النبوة. هذا معنى كلامه رحمه الله تعالى، وليس هو بحروفه . ويشهد له قوله تعالى : «الم* أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا أمنا وهم لا يفتنون* ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين»وقوله عليه الصلاة والسلام : «أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم بعدهم الأمثل فالأمثل...» إلى أخر الحديث.
(قف): أخي الناس أحوالهم لا تخفى فقد شتموا رب العالمين ، وهو الذي يخلقهم ويرزقهم ويميتهم ويحييهم ويدبر جميع أمورهم ، فقالوا : ثالث ثلاثة ، وقالوا، فقير ونحن أغنياء ، وقالوا له زوجة وله ولد ، وقولوا ليس هنا رب بل فروج تدفع وارض تبلغ ، وصبر عليهم وهو القادر القاهر الفعال لما يريد، وقد شتموا رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، فقالوا ساحر وقولوا كذاب وقالوا كاهن وقالوا صابي وقالوا مجنون ، إلى غير ذالك من أنواع الأذايا التي آذوه بها كما لا يخفى ، آذوا رسله الأولين وعباده الصالحين منذ قُتل ولد آدم إلى يومنا هذا ، ولن تزال الأشرار تؤذي الأخيار إلى يوم الدين ؛ لأن الدور ثلاثاً ، دار أخلصت للطيبين ، ودار أخلصت للخبيثين ، ودار امتزج فيها الخبيث والطيب ، وبسبب هذا الامتزاج يحصل الابتلاء والامتحان على الطيب من الخبيث ، وثق بالله لقد وقعوا في عرضك عندي ، حتى من ظمن ما قالوا: أن قاضي جيزان عبد الله ابن حميد تسلط على حوش فيه عشائي ومباني لأُناس ضعاف يتامى ، قد كان والدهم شراه في وقت رخاء المثمنات والمجاعات في السابق ، بأربعين ريال فرانسه ، واليوم يساوي أربعة ألاف ، فأخذه عليهم بأربعين ريال فرانسه قيمته الاولة فقط فدفعت عنك وعن عرضك بما علمه وسمعه رب العالمين ، وارجوا ثواب ذالك عنده تعالى.
فإذا كانت هذه حالة الناس مع الرب ورسله وأولياه، فكيف بالضعيف المسكين العاجز عبدالله بن سعدي العبدلي الغامدي، قل مَذقُوه حَرقُوه وقَطعوه لولا لطف رب العالمين ، كيف لا وقد قال تعالى : «وكذالك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الأنس والجن * يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً * ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون* ولتصفي إليه أفئدة الذين لايؤمنون بالآخرة وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون» وقوله تعالى : «وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون»«وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين».
(قف) «حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا* جاءهم نصرنا فنجي من نشاء * ولا يرد باسنا عن القوم المجرمين»«أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم * مستهم البأساء والضراء * وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب».
إلى هنا انتهى القلم بما كتب ، وقد ضربت صفحاً عن الأكثر مما أدليتم به ، والذي أجبت عنه لم استقصي له في الجواب ، عملاً بقوله تعالى : «عرَّف بعضه وأعرض عن بعض».
والمرجوا من فضيلتكم مراجعة الكتب والرسائل المنوه عنها في السابق ، وتأملها بتؤده وإمعان نظر وحضور قلب ، لأن الغالب على القاضي شغل القلب من مقاساة العمل ، وتشويش الخصوم.
عافانا الله جميعاً من النار وأذاقنا نعيم الجنة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وصلى الله وسلم على محمد وعلى اله وصحبه أجمعين ، حرر في 13 شوال 1369هـ عبدالله بن سعدي الغامدي العبدلي)
__________________
أبو سعد الأثري رياض بن عبدالمحسن بن سعيد
أبو سعد الأثري رياض بن عبدالمحسن بن سعيد
الإثنين أغسطس 19 2019, 18:26 من طرف ندى الياسمين
» 10 فوائد مفاجئة للعلكة الخالية من السكر
الإثنين أغسطس 19 2019, 18:17 من طرف ندى الياسمين
» آلام لا يجب أن تتجاهلها الحامل صحة الحامل والجنين.
السبت فبراير 09 2019, 07:07 من طرف ابو جهاد
» الاكل الممنوع للحامل في الشهور الاولى
السبت فبراير 09 2019, 06:53 من طرف ابو جهاد
» كل شيء عن حساسية الجلد عند الاطفال
الأربعاء يناير 30 2019, 07:35 من طرف ابو جهاد
» علاج الزغطة: من الحالات البسيطة الى الشديدة
الأحد يناير 27 2019, 09:24 من طرف ابو جهاد
» فتق المعدة: الأسباب والأعراض والعلاج
الأحد يناير 27 2019, 09:20 من طرف ابو جهاد
» علامات تشير للإصابة بديسك في أسفل الظهر
السبت يناير 26 2019, 08:48 من طرف ابو جهاد
» أمور يجب القيام بها وأخرى تجنبها بعد الجلطة الدموية
الخميس يناير 24 2019, 07:21 من طرف ابو جهاد