السعودية تبني 4 مفاعلات نووية وتتواصل مع "إسرائيل"
السعودية تبني 4 مفاعلات نووية وتتواصل مع "إسرائيل"
2014/09/07
نشرت صحيفة "الحياة" اللندنية قبل أيام تقريرا مفصلا كشفت فيه عن بدء المملكة العربية السعودية إنشاء 4 مفاعلات نووية، مشيرة إلى أنه من المتوقع الشروع في عملية البناء فورا وسيستمر مدة 10 سنوات.
الكاتب والصحفي الإسرائيلي "آريك غرينشتاين" قال في تقرير له على موقع "ميديا" الإسرائيلي: إنه "وسط هذا كله، يبرز السؤال السهل حول دوافع السعودية من بناء هذه المفاعلات، الجواب هو الفوضى العارمة في الشرق الأوسط الآخذة بالتفاقم، فهناك دول تتفكك، وأنظمة قديمة تسقط والمنطقة تتجه نحو حروب جماعات، قبائل وتنظيمات جهادية، فهذا كله لا يتجاهله السعوديون وهو ما دفعها فعلا للشروع ببناء هذه المفاعلات".
وأضاف "صحيح أن هذه الخطوة صحيح أنها استثنائية ولكنها ليست مفاجأة، خصوصا بعد أن بدأ الأمريكيون بإنتاج النفط بواسطة الصخور الزيتية وتحولوا إلى مستقلين، تقريبا، بشكل تام من ناحية الطاقة، يبدو أن وهج نجم دول الخليج بدأ بالتلاشي، حيث تزداد إلى جانب الخوف من المشاكل الداخلية، التهديدات من جهة إيران وداعش والعائلة المالكة لا تدفن رأسها في الرمال".
وأشار إلى أن هذا التصريح العلني بخصوص المفاعلات النووية يأتي ليترافق مع التحركات الدبلوماسية التي تقوم بها السعودية في الأيام الأخيرة. وقال "فقد خرجت بعثة دبلوماسية، بمبادرة من الملك عبد الله، ويترأسها وزير الخارجية سعود الفيصل، إلى الإمارات العربية المتحدة، البحرين والأهم من كل شيء - إلى قطر، وصرحت جهات مسؤولة أن هدف هذه البعثة كان تجديد العلاقات مع قطر وتجاوز الخلاف الذي حدث بين الدولتين".
السعوديون يشعرون بفقدان هيمنتهم على المنطقة
"يوسي مان"، الخبير بشؤون دول الخليج وسوق النفط في الشرق الأوسط من جامعة "بار إيلان" قال: "يبدو أن هناك اليوم أشياء كبيرة تحدث خلف الكواليس، أعتقد أن السعوديين يقومون بتغيير سياستهم"، فاللهجة المؤيدة لإسرائيل التي ظهرت في الخطابات ومن على منابر الصحف والمواقع السعودية الإخبارية، يدركون أنه توجد هنا مشكلة وهي الإخوان المسلمون ووجود إسلام متعصب من النوع الذي لا يمكنهم السيطرة عليه أكثر، لقد فقدوا السيطرة على المنطقة وباتوا يدركون الآن، أكثر من ذي قبل، أن إسرائيل هي جهة هامة جدا في المنطقة بما لا يقل عن الأمريكيين. تغيّرت كل قواعد اللعبة ويجب أن تتغيّر التحالفات بما يتناسب مع ذلك".
ويشير مان إلى أن تلك المبادرات المكثفة التي تقوم بها السعودية في الفترة الأخيرة هي بمثابة تحرك يسبق المعركة" "السعوديون لديهم مثل هذا النهج، البدء بمبادرات جديدة في أوقات الأزمة. فعلوا ذلك بعد الـ 11/9، عندما شعروا بالتهديد؛ كما وفعلوا ذلك بعد اندلاع الحرب الإيرانية العراقية في عام 1981، كذلك "مبادرة الملك فهد" وغير ذلك. يعرفون ذلك من خلال حدسهم القوي".
ويضيف "رغم أن الجمع اليوم يتحدثون عن التهديدات الأمنية النابعة من التوسع الكبير لتنظيم داعش ورغم قيام السعوديين بوضع الجيش بحالة تأهب عند الحدود، يبدو أن السعوديين يرون تلك الأزمة على أنها أزمة ثانوية". ويقول: "أعتقد أن داعش هي المنبر وحسب، ويدرك السعوديون أنهم وصلوا إلى أزمة كبيرة ويحاولون الآن استخدام التهديد الحالي كأداة للتواصل". ولكن أزمتهم ليست خارجية بل هي أزمة داخلية.
وتابع ""يحاول الملك عبد الله أن يسد الفجوات" قبل أن يموت، لا ينجح أبدًا بتعيين وزراء أمن ورؤساء أجهزة مخابرات يمكنه الوثوق بهم، هذه هي أكبر مشكلة تواجهه، الانتقادات ضده هي أساسًا من داخل العائلة المالكة، علينا الملاحظة أنه لا يستطيع أن يحسم في أي جبهة - لا مقابل إيران، ولا في سوريا، وكذلك حماس لم يتم إخضاعها تماما والولايات المتحدة تبتعد عنهم، الآن وبعد عدم نجاحهم بحل أزماتهم على المستوى الدولي ها هم يحاولون فعل ذلك من خلال التحالفات المحلية".
ربما هناك دافع آخر لتلك التحركات السعودية، ليس أقل أهمية، أسعار النفط آخذة بالانهيار، يقول "مان"، ويضيف "أنا شخصيًّا لا يمكنني أن أحدد ما الذي حدث هنا تمامًا"، "إن كانت تلك مجرد محاولة تحسين للسوق، بما معناه، حيث أنه بعد فترة طويلة من ارتفاع الأسعار يحدث تراجع أم أننا أمام أزمة.
ويتابع "يبدو أنهم يستشعرون في الخليج بإمكانية حدوث أزمة ما، فبينما وصلت الأسعار إلى أعلى سعر لها، قبل أسبوعين، حيث سجل سعر برميل النفط 116 دولارًا فالآن نتحدث عن سعر 102 - 3 دولار للبرميل. يُعتبر تراجع بقيمة 14 دولارًا خلال أسبوعين تراجعًا حادا، وهذا هو شهر آب الذي يُفترض أن تصل نسبة الاستهلاك فيه إلى الذروة، الوضع الآن هو حالة من فائض الإنتاج. قد تكون أسباب ذلك هي: أولا أن الأمريكيين ينتجون الكثير، وثانيا: الصينيون يستهلكون كمية أقل - وهذا معطى، وثالثا حالة الطقس هذا العام كانت لطيفة نسبيًا، وغيرها. هنالك الكثير من إشارات التحذير الحمراء التي نراها نحن ويراها السعوديون".
هل حان الوقت لإقامة علاقات مع السعودية؟
ويضيف مان سُمعت خلال عملية "الجرف الصامد" في وسائل إعلام عربية تصريحات استثنائية مؤيدة لإسرائيل، من جهة السعودية، ويتحدث اليوم الكثيرون عن تطبيع العلاقات مع المملكة، ولكن، قبل التسرع والذهاب لتوقيع قرض سكني في الرياض - علينا أن نتوقف قليلاً ونفكر: هل بالفعل يمكن الوثوق بتحالف يتم في مثل هذه الظروف المتزعزعة؟.
يوضح "مان"، "تاريخيًا"، لا يمكن الوثوق بهم. يمكن بنظرة إلى الخلف أن نرى كيف أنه كلما تعرضت دول الخليج لأزمة معيّنة كانت تُسمع مباشرة تصريحات عن التصالح مع إسرائيل، ذلك يجند العالم لصالح تلك الدول وعندما تعود الأمور لتستقر من جديد يهملون ذلك التوجه المعتدل تجاه إسرائيل.
"وجهة النظر الثانية، التي أؤيدها يقول "مان"، "هي أن السعوديين يغيرون سياستهم تمامًا، لن يكونوا أصدقاء مقربين لنا ولكنه من الواضح اليوم للكثير من الدول العربية أن إسرائيل ليست هي الجانب الشرير. لهذا يأملون بالتوصل إلى تحالف مستقر. يتحدث الجميع اليوم مع الجميع. ليكن هذا واضحًا. ومن الممكن جدًا أن نشهد اليوم الذي تتحدث فيه إيران مع إسرائيل.
واضح جدا بالنسبة لي أن الشرق الأوسط تغيّر، إليكم مثلاً الإصلاحات السياسية التي أدخلها السيسي، هذا شيء رهيب: القناة الجديدة، التقليصات في الدعم الحكومي والضرائب، وغير ذلك. تطرق لكل المقدسات الإسلامية. يتكون وعي جديد لدى الحكام في المنطقة بأن هناك شيء يجب أن يتغيّر".
"لا يعرف السعوديون كيفية التعامل مع جهات ليست عبارة عن دول، يريدون إعادة هذا إلى الخلف - لخلق أنظمة حكم ثابتة، ربما تكون ليست بالأنظمة المثالية ولكنها على الأقل أنظمة معروفة. تشير قدرة داعش على تجنيد المقاتلين إلى أزمة في الدول العربية والإسلامية. إنما ليس داعش فقط - أقنعت أحداث "الربيع العربي" السعوديين أنه عليهم أن يستندوا إلى الجهات القوية في المنطقة: مصر، الأردن، إسرائيل. العودة إلى التحالفات القديمة في الخليج الفارسي. لهذا نراهم يقولون الآن للقطريين: "دعونا نضع المشاكل على الطاولة لنحلها، تشعر العائلة المالكة أن هناك احتمال أن تفقد الحكم بالنهاية".
فقدان السيطرة على سوق النفط
من جهته، الدكتور "عيران سيغل"، وهو باحث في مركز عيزري ومختص بشؤون إيران والخليج الفارسي ومحاضر في دراسات الشرق الأوسط في جامعة حيفا يلاحظ أيضا تغييرًا في سياسة السعودية. ويقول: "لقد تميّزت السعودية طوال سنوات الـ 40 - 50 من القرن العشرين بتحركاتها خلف الكواليس. هذا ما جعلها تتفادى المشاكل والتهديدات التي تترافق مع قيادتها للعالم العربي. "هذا هو سبب دعمها الكبير لمصر، لكي تكون هي القائدة".
غيّر السعوديون الموجة منذ بداية عام 2000 عندما بدأ النظام القديم بالتزعزع. وصلت ذروة ذلك في "الربيع العربي"، حينها أدركوا أنه ليس بوسعهم السكوت على ذلك، بدأت السعودية بعقد تحالفات جديدة وحتى أنها تدخلت عسكريًا في البحرين، عندما تم تهديد الأخيرة بثورة شيعية - داخلية.
ويضيف "مشكلة السعودية هي أنه لا يمكن للسعوديين أبدا معرفة هدفهم الأخير"، يشدد سيغل، ولكن لا شك أنهم يشعرون بالتهديد: "عندما نسأل وزير النفط السعودي عن إنتاج النفط في الولايات المتحدة الأمريكية يرد قائلا "إن ذلك هو عامل جيد سيساهم باستقرار المنطقة". ولكن، واضح أنه ليس صريحًا. إن حدث، رغم الشكوك والمشاكل، إن نجح مشروع الصخور الزيتية الأمريكي فإن أسعار النفط ستنخفض وسيكون لذلك تأثير كبير على السعوديين".
علينا أن نتذكر بأن الاقتصاد السعودي ليس على ما يرام، نسبيًا. "آخر معطى رأيته هو أن السعوديين تجاوزوا نسبة الـ 25% من استهلاك ما ينتجونه. وهذا يعني، السعودية تُنتج 10 ملايين برميل يوميًا، وهم يستهلكون في اليوم 2.5 مليون برميل للاستهلاك الخاص بهم. تتحوّل السعودية إلى دولة مبذرة. تقود حركة الحداثة والتطور، غير المسبوقة، والتي تتم بشكل غير مخطط له إلى استهلاك ضخم، هم لا يصمدون أمام وتيرة النمو، وهذا يؤثر في عملية التصدير وفي قدرتهم على السيطرة على أسواق النفط، مثلما كانوا قبل عشرات السنين. هذا الأمر يتم سحبه من أيديهم. لست واثقًا أننا نتحدث عن السنوات القريبة إنما قد يكون لذلك الأمر تأثيرات كبيرة".
الإثنين أغسطس 19 2019, 18:26 من طرف ندى الياسمين
» 10 فوائد مفاجئة للعلكة الخالية من السكر
الإثنين أغسطس 19 2019, 18:17 من طرف ندى الياسمين
» آلام لا يجب أن تتجاهلها الحامل صحة الحامل والجنين.
السبت فبراير 09 2019, 07:07 من طرف ابو جهاد
» الاكل الممنوع للحامل في الشهور الاولى
السبت فبراير 09 2019, 06:53 من طرف ابو جهاد
» كل شيء عن حساسية الجلد عند الاطفال
الأربعاء يناير 30 2019, 07:35 من طرف ابو جهاد
» علاج الزغطة: من الحالات البسيطة الى الشديدة
الأحد يناير 27 2019, 09:24 من طرف ابو جهاد
» فتق المعدة: الأسباب والأعراض والعلاج
الأحد يناير 27 2019, 09:20 من طرف ابو جهاد
» علامات تشير للإصابة بديسك في أسفل الظهر
السبت يناير 26 2019, 08:48 من طرف ابو جهاد
» أمور يجب القيام بها وأخرى تجنبها بعد الجلطة الدموية
الخميس يناير 24 2019, 07:21 من طرف ابو جهاد