بدأت نوره شاحبة الوجه نحيلة الجسم.. لكنها كعادتهاتقـــــرأ القرآن الكريم .. تبحث عنها اختها هناء تجدها في مصلاها راكعة ساجـــد رافعة يديهاإلى السماء .. هكذا في الصباح وفي المساء وفـي جوف الليل لا تفتر ولا تمل ..
فكانت هناء تحرص على قراءة المجلاتالفنية والكتب ذات الطابع القصصي .. وتشاهد الفيديو بكثرة لدرجة أنها عُرفت به.. ومـنأكثر من شيء عُرفت به.. لا تؤدي واجباتها كاملة , وليســـــت
منضبطة في صلواتها ..
بعد أن أغلقت هناء جهاز الفيديو وقد شاهدت أفلاماًمنوعـــــــة لمدة ثلاث ساعات متواصلة.. سمعت صوت الأذان يرتفع مـــــــن المسجدالمجاور .. وعادت إلى فراشها..
فنادتها اختها من مصلاها .. وقالت لها: نعم ماذا تريدين يا نورة ؟
قالت لها بنبرة حادة : لا تناميقبل أن تصلي الفجر ..
فردت عليها هناء:أوه.. بقيساعة على صلاة الفجر وما سمعته..
هاهي نورة الحنونه قبلأن يصيبها المـــــــــرض الخبيث وتسقط طريحة الفراش ــ نادت اختها : تعالي يا هناءإلــى جانبي .. ولم تسطيع هناء إطلاقاً ردّ طلبها ..تشعر بصفائها وصدقها نعم ماذا تريدين؟ أجلسي .. ها قد جلست ماذا تريدين ؟
بصوت عذب {كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركــــم يوم القيامة }.
سكتت هناء ببرهة .. ثم سألتها نورة: ألمتؤمني بالموت ؟.. بلى مؤمنة ألم تؤمني بأنك ستحاسبين على كل صغيرة وكبيرة ؟
بلى .. لكن الله غفور رحيم .. والعمر طويل ..
يا أختي ألاتخافين من الموت وبغتته ؟
انظريهند أصغر منكِ وتوفيت في حادث سيارة .. وفلانـــــة وفلانة .. الموت لا يعرفالعمر وليس مقياساً له ..
أجابتها هناء بصوت خائف حيث كان مصلى نورة مظلم ..
فقالت هناء:إنني أخاف من الظلام وأخفتيني من الموت .. كيف أنامالآن؟
كنت أظن أنكِ ناديتيني لكي تخبريني عن موافقتك علىالسفر معنا هذه الإجازة .
فجأة .. تحشرج صوت نورة وهي تقولك:
لعلي هذه السنة أسافر سفراً بعيداً.إلى مكان آخر..ربما يا هناءالأعمار بيد الله .. فإهتز قلب هناء وانفجرت بالبكاء..
تفكرت هناء في مرض اختها نورة الخبيث وأن الأطباء أخبروا والدها ســــراً أن المرض ربمالن يمهلها طويلاً .. ولكن من أخبر اختها بمرضها بذلك .. أم أنها تتوقع هذا الشيء ؟
فسألت نورة هناء ما بك بما تفكرين ؟ هل تعتقدينأني أقول هذا لأني مريضة ؟ كلا .. ربما أكون أطول عمراً من الأصحاء .. وأنت إلى متىستعيشين ؟ ربـــما عشرين سنة .. ربما أربعين .. ثم ماذا ؟
ولمعت يد نورة في الظلام وهزتها بقوة..لا فرق بيننا, كلناسنرحل وسنغادر هذه الدنيا إما إلى الجنة أو إلى النار ..
فهرولتُ هناء مسرعة وصوت اختها يطرق أذنــــــــهاهداك الله .. لا تنسي الصلاة ..
وفي الثامنة صباحاً سمعت هناء طرقاً على الباب ..فتسألت نااء نفسها..هذا ليس موعد استيقاظي .. بكاء .. وأصوات .. ماذا جرى ؟
لقد عادت حالة نورة وذهب بها والدها إلى المستشفى ..
إنا لله وإنا إليه راجعون ..
لا سفر هذه السنة , مكتوب علييهاالبقاء هذه السنة في بيتها
بعد انتظار طويل .. بعد الواحدة ظهراً الا بهند تسمع صوت الهاتف لقد كان والدها يتصل من المستشفىفطلب من زوجته وبنته هناء القدوم ألى زيارة نورة..
فكانت الام غير مطمئنه من حديث زوجها وأن صوته متغير ..
ركبوا في السيارة .. والام كانت بجوارهناءتدعو لابنتها نورة ..إنها بنت صالحة ومطيعة .. لم تراها تضيّع وقتاً أبداً ..
وصلوا الى المستشفى ودخلوا من الباب الخارجيللمستشفى وصعوا درجات السلـــــم بسرعة . قالت الممرضة : إن نورة في غرفة العنايةالمركــــــــزة وسآخذكم إليها , إنها بنت طيّبة وطمأنت والدتها إنها في تحســن بعدالغيبوبة التي حصلت لها .. ممنــــــوع الدخول لأكثر من شخص واحد . هذه غرفةالعناية المركزة .
وسط زحامالأطباء وعبر النافذة الصغيرة التي في باب الغرفة ترى هناء عيني أختها نورة تنظر إليها والى والدتها التي كانت واقفة بجوار نورة , بعـــد دقيقتين خرجت الأم التي لم تستطع إخفاء دمعتها .
سمحوا لهناء بالدخول والسلام عليهابشرط أن لا تتحدث معها كثيراً .
فقالت هناء:كيف حالك يا نورة ؟ لقد كنتِ بخير البارحة.. ماذا جرى لك ؟
أجابتها نورة بعد أن ضغطت على يد اختهاانا الآن والحمد لله بخير وكانت هناء جالسة على حافة السرير ولامست ساق اختها فأبعدته عنـــهاقلت آسفة إذا ضايقتكِ .. قالت نورة : كلا ولكني تفكرت في قول الله
تعالى : { والتفت الساق بالساق * إلى ربك يومئذ المساق }
نورة:عليكيا هناء بالدعاء لي فربما أستقبل عن ما قريب أول أيام الآخرة .. سفري بعيد وزاديقليل .
سقطت دمعة من عيني بعدأن سمعت ما قالت وبكيت ..
لم تنتبه هناء أين هي.. استمرت عينايها في البكاء .. أصبح والدها خائفاً على هناء أكثر من نورة .. لم يتعودوا هذا البكاء والانطواء في غرفتة هناء ..
مع غروب شمس ذلك اليوم الحزين .. ساد صمت طويل في بيتهم .. دخلت عليها ابنة خالتها .. ابنة عمتها
أحداثسريعة.. كثر القادمون .. اختلطت الأصوات .. شيء واحد عرفته هناء .........
نــــــــــــورةمـــــــــاتت .
لم تعد تميز منجاء .. ولا تعرف ماذا قالوا ..
يا الله .. أين أنا ؟ وماذا يجري ؟ عجزت حتى عن البكاء ..
تذكرت من قاسمها رحم أمها , فهن كانن توأمان .. تذكرت من شاركها همومها .. تذكرت من نفّـست عنها كربتها .. مـــن
دعت لها بالهداية .. من ذرفتدموعها ليالي طويلة وهي تحدّثها عن الموت والحساب ..
الله المستعان .. هذه أول ليلة لها في قبرها .. اللهمارحمهـا ونور لها قبرها .. هذا هو مصلاها .. وهذا هو مصحفها ..
وهذه سجادتها .. وهذا .. وهذا ..
بل هذا هو فستانها الورديالذي قالت لي سأخبئه لزواجي..
تذكرتها وبكت على أيامها الضائعة .. بكت بكاءً متواصلاً ودعت من اللهأن يتوب عليها ويعفو عنّها.. دعت الله أن يثبّت توأمها في قبرها كما كانت تحب أن تدعو .
فكانت هناء تحرص على قراءة المجلاتالفنية والكتب ذات الطابع القصصي .. وتشاهد الفيديو بكثرة لدرجة أنها عُرفت به.. ومـنأكثر من شيء عُرفت به.. لا تؤدي واجباتها كاملة , وليســـــت
منضبطة في صلواتها ..
بعد أن أغلقت هناء جهاز الفيديو وقد شاهدت أفلاماًمنوعـــــــة لمدة ثلاث ساعات متواصلة.. سمعت صوت الأذان يرتفع مـــــــن المسجدالمجاور .. وعادت إلى فراشها..
فنادتها اختها من مصلاها .. وقالت لها: نعم ماذا تريدين يا نورة ؟
قالت لها بنبرة حادة : لا تناميقبل أن تصلي الفجر ..
فردت عليها هناء:أوه.. بقيساعة على صلاة الفجر وما سمعته..
هاهي نورة الحنونه قبلأن يصيبها المـــــــــرض الخبيث وتسقط طريحة الفراش ــ نادت اختها : تعالي يا هناءإلــى جانبي .. ولم تسطيع هناء إطلاقاً ردّ طلبها ..تشعر بصفائها وصدقها نعم ماذا تريدين؟ أجلسي .. ها قد جلست ماذا تريدين ؟
بصوت عذب {كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركــــم يوم القيامة }.
سكتت هناء ببرهة .. ثم سألتها نورة: ألمتؤمني بالموت ؟.. بلى مؤمنة ألم تؤمني بأنك ستحاسبين على كل صغيرة وكبيرة ؟
بلى .. لكن الله غفور رحيم .. والعمر طويل ..
يا أختي ألاتخافين من الموت وبغتته ؟
انظريهند أصغر منكِ وتوفيت في حادث سيارة .. وفلانـــــة وفلانة .. الموت لا يعرفالعمر وليس مقياساً له ..
أجابتها هناء بصوت خائف حيث كان مصلى نورة مظلم ..
فقالت هناء:إنني أخاف من الظلام وأخفتيني من الموت .. كيف أنامالآن؟
كنت أظن أنكِ ناديتيني لكي تخبريني عن موافقتك علىالسفر معنا هذه الإجازة .
فجأة .. تحشرج صوت نورة وهي تقولك:
لعلي هذه السنة أسافر سفراً بعيداً.إلى مكان آخر..ربما يا هناءالأعمار بيد الله .. فإهتز قلب هناء وانفجرت بالبكاء..
تفكرت هناء في مرض اختها نورة الخبيث وأن الأطباء أخبروا والدها ســــراً أن المرض ربمالن يمهلها طويلاً .. ولكن من أخبر اختها بمرضها بذلك .. أم أنها تتوقع هذا الشيء ؟
فسألت نورة هناء ما بك بما تفكرين ؟ هل تعتقدينأني أقول هذا لأني مريضة ؟ كلا .. ربما أكون أطول عمراً من الأصحاء .. وأنت إلى متىستعيشين ؟ ربـــما عشرين سنة .. ربما أربعين .. ثم ماذا ؟
ولمعت يد نورة في الظلام وهزتها بقوة..لا فرق بيننا, كلناسنرحل وسنغادر هذه الدنيا إما إلى الجنة أو إلى النار ..
فهرولتُ هناء مسرعة وصوت اختها يطرق أذنــــــــهاهداك الله .. لا تنسي الصلاة ..
وفي الثامنة صباحاً سمعت هناء طرقاً على الباب ..فتسألت نااء نفسها..هذا ليس موعد استيقاظي .. بكاء .. وأصوات .. ماذا جرى ؟
لقد عادت حالة نورة وذهب بها والدها إلى المستشفى ..
إنا لله وإنا إليه راجعون ..
لا سفر هذه السنة , مكتوب علييهاالبقاء هذه السنة في بيتها
بعد انتظار طويل .. بعد الواحدة ظهراً الا بهند تسمع صوت الهاتف لقد كان والدها يتصل من المستشفىفطلب من زوجته وبنته هناء القدوم ألى زيارة نورة..
فكانت الام غير مطمئنه من حديث زوجها وأن صوته متغير ..
ركبوا في السيارة .. والام كانت بجوارهناءتدعو لابنتها نورة ..إنها بنت صالحة ومطيعة .. لم تراها تضيّع وقتاً أبداً ..
وصلوا الى المستشفى ودخلوا من الباب الخارجيللمستشفى وصعوا درجات السلـــــم بسرعة . قالت الممرضة : إن نورة في غرفة العنايةالمركــــــــزة وسآخذكم إليها , إنها بنت طيّبة وطمأنت والدتها إنها في تحســن بعدالغيبوبة التي حصلت لها .. ممنــــــوع الدخول لأكثر من شخص واحد . هذه غرفةالعناية المركزة .
وسط زحامالأطباء وعبر النافذة الصغيرة التي في باب الغرفة ترى هناء عيني أختها نورة تنظر إليها والى والدتها التي كانت واقفة بجوار نورة , بعـــد دقيقتين خرجت الأم التي لم تستطع إخفاء دمعتها .
سمحوا لهناء بالدخول والسلام عليهابشرط أن لا تتحدث معها كثيراً .
فقالت هناء:كيف حالك يا نورة ؟ لقد كنتِ بخير البارحة.. ماذا جرى لك ؟
أجابتها نورة بعد أن ضغطت على يد اختهاانا الآن والحمد لله بخير وكانت هناء جالسة على حافة السرير ولامست ساق اختها فأبعدته عنـــهاقلت آسفة إذا ضايقتكِ .. قالت نورة : كلا ولكني تفكرت في قول الله
تعالى : { والتفت الساق بالساق * إلى ربك يومئذ المساق }
نورة:عليكيا هناء بالدعاء لي فربما أستقبل عن ما قريب أول أيام الآخرة .. سفري بعيد وزاديقليل .
سقطت دمعة من عيني بعدأن سمعت ما قالت وبكيت ..
لم تنتبه هناء أين هي.. استمرت عينايها في البكاء .. أصبح والدها خائفاً على هناء أكثر من نورة .. لم يتعودوا هذا البكاء والانطواء في غرفتة هناء ..
مع غروب شمس ذلك اليوم الحزين .. ساد صمت طويل في بيتهم .. دخلت عليها ابنة خالتها .. ابنة عمتها
أحداثسريعة.. كثر القادمون .. اختلطت الأصوات .. شيء واحد عرفته هناء .........
نــــــــــــورةمـــــــــاتت .
لم تعد تميز منجاء .. ولا تعرف ماذا قالوا ..
يا الله .. أين أنا ؟ وماذا يجري ؟ عجزت حتى عن البكاء ..
تذكرت من قاسمها رحم أمها , فهن كانن توأمان .. تذكرت من شاركها همومها .. تذكرت من نفّـست عنها كربتها .. مـــن
دعت لها بالهداية .. من ذرفتدموعها ليالي طويلة وهي تحدّثها عن الموت والحساب ..
الله المستعان .. هذه أول ليلة لها في قبرها .. اللهمارحمهـا ونور لها قبرها .. هذا هو مصلاها .. وهذا هو مصحفها ..
وهذه سجادتها .. وهذا .. وهذا ..
بل هذا هو فستانها الورديالذي قالت لي سأخبئه لزواجي..
تذكرتها وبكت على أيامها الضائعة .. بكت بكاءً متواصلاً ودعت من اللهأن يتوب عليها ويعفو عنّها.. دعت الله أن يثبّت توأمها في قبرها كما كانت تحب أن تدعو .
الإثنين أغسطس 19 2019, 18:26 من طرف ندى الياسمين
» 10 فوائد مفاجئة للعلكة الخالية من السكر
الإثنين أغسطس 19 2019, 18:17 من طرف ندى الياسمين
» آلام لا يجب أن تتجاهلها الحامل صحة الحامل والجنين.
السبت فبراير 09 2019, 07:07 من طرف ابو جهاد
» الاكل الممنوع للحامل في الشهور الاولى
السبت فبراير 09 2019, 06:53 من طرف ابو جهاد
» كل شيء عن حساسية الجلد عند الاطفال
الأربعاء يناير 30 2019, 07:35 من طرف ابو جهاد
» علاج الزغطة: من الحالات البسيطة الى الشديدة
الأحد يناير 27 2019, 09:24 من طرف ابو جهاد
» فتق المعدة: الأسباب والأعراض والعلاج
الأحد يناير 27 2019, 09:20 من طرف ابو جهاد
» علامات تشير للإصابة بديسك في أسفل الظهر
السبت يناير 26 2019, 08:48 من طرف ابو جهاد
» أمور يجب القيام بها وأخرى تجنبها بعد الجلطة الدموية
الخميس يناير 24 2019, 07:21 من طرف ابو جهاد