الرحلة الأخيرة
>
>الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا
محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
>.
>أختي في الله :
>أحييك بتحية أهل الجنة ، جعلنا الله وإياك من أهلها ،
وبارك في عمرك وشبابك ومد
>في أجلك على طاعته .
>سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد :
>لعلك أن تسمحي بجزء من وقتك لكي تتعرف على رحلة ليست
كالرحلات ، وسفر ليس
>كالأسفار … إنها : الرحلة الأخيرة
>أختي العزيزة :
>في هذه الحياة الدنيا يسافر الإنسان ويقطع المسافات
البعيدة أما راكبًا السفن
>التي تعبر به عباب البحار العميقة و الأمواج المتلاطمة
، أو راكبا الطائرات بين
>السماء والأرض التي تقطع به القارات البعيدة ، أو راكبا
السيارات التي تسير به
>من بلد إلى أخر ومن مدينة إلى أخرى .
>والمسافر بعد ما ينتهي سفره يرجع إلى بلاده وموطنه طالت
المدة أو قصرت ، فهذه
>حال الدنيا وحال المسافرين ، أما رحلتنا هذه فليست إلى
أمريكا أو أوروبا أو
>أدغال أفريقيا ، وليست رحلة إلى باريس أو جنيف أو لندن
أو إلى باقي بلاد الدنيا
>.
>إنها رحلة تختلف ، لأن السفر فيها طويل ، والزاد فيها
قليل ، والبحر فيها عميق
>فعلى ربان السفينة أن يحكمها ويقدر لهذا السفر قدره
>هل تعلمين ما هذه الرحلة ؟
>إنها رحلة من الدار الفانية إلى الدار الباقية … رحلة
لا رجعة فيها
>فقد تبدأ الرحلة هذه الليلة ؟؟ … وقد تكون غدا أو بعد
غد … فسبحان من يعلم وحده
>متى تكون قال تعالى : {كل نفس ذائقة الموت}(185)[آل
عمران] .
>وتبدأ هذه الرحلة عندما تنزل ملائكة من السماء لقبض
روحك وأنت في هذه الحياة
>الدنيا قد انشغلت وغفلت عن الموت وسكراته ، وغصصه ،
وكرباته ، وشدة نزعه ، حتى
>قيل : إن الموت أشد من ضرب بالسيوف ، ونشر بالمناشير ،
وقرض بالمقاريض ، لأن
>ألم الضرب بالسيف أو النشر أو غيرهما إنما يؤلم لتعلقه
بالروح فكيف إذا كان
>المجذوب المنتزع هو الروح نفسها .
>ألا تعلمين أختاه :
>أنه ينزل ملائكة من السماء بيض الوجوه ، كأن وجوههم
الشمس معهم كفن من أكفان
>الجنة وحنوط من حنوط الجنة ، ينزلون بالبشرى من الله –
سبحانه وتعالى – للعبد
>المؤمن .
>فبماذا يبشرونه :
>قال تعالى : {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا
تتنزل عليهم الملائكة ألا
>تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون
(30) نحن أولياؤكم في
>الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم
ولكم فيها ما تدعون
>(31)}[فصلت] انهم يبشرونه بروح وريحان ورب كريم غير
غضبان .
>ثم يجيء ملك الموت – عليه السلام – حتى يجلس عند رأس
العبد المؤمن فيقول :
>أيتها النفس الطيبة (وفي رواية : المطمئنة) اخرجي إلى
مغفرة من الله ورضوان ،
>قال : فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء فيأخذها
، (وفي رواية : حتى إذا
>خرجت روحه صلى عليه كل ملك بين السماء والأرض ، وكل ملك
في السماء ، وفتحت له
>أبواب السماء ليس من أهل باب إلا وهم يدعون الله أن
يعرج بروحه من قبلهم) .
>فتخيلي فرحتك وسرورك وسعادتك … نسأل الله الكريم من
فصله …
>وأما العبد الكافر ، وفي رواية : الفاجر تنزل ملائكة من
السماء غلاظ شداد ، سود
>الوجوه ، معهم المسوح من النار ، فيجلسون منه مد البصر
، ثم يحي ملك الموت
>فيقول : أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله
وغضب ، قال : فتفرق في جسده
>فينتزعها كما ينتزع السفود الكثير الشعب من الصوف
المبلول ، فتقطع معها العروق
>والعصب . فيلعنه كل ملك بين السماء والأرض ، وكل ملك في
السماء وتغلق أبواب
>السماء ، ليس من أهل باب إلا وهم يدعون الله ألا تعرج
روحه من قبلهم ، فيأخذها
>، فإذا أخذها ، لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها
في تلك المسوح . ويخرج
>منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض . [حديث صحيح ،
رواه جمع من الأئمة ،
>وقد ذكره الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله –
في رسالته أحكام
>الجنائز ص (202) .
>أيتها الأخت الفاضلة يا من تتقلبين في نعم الله – عز
وجل – آناء الليل وأطراف
>النهار ..
>وماذا بعد ذلك ؟؟
>تذكري عندما تؤخذين إلى مغسلة الأموات ، ويضعونك على
المحمة (مكان تغسيل
>الموتى) ، بعدما كنت تخلعين ثيابك بنفسك ، الآن أتى من
يخلع ثيابك ، وبعدما كنت
>تغسلين نفسك لوحدك الآن أتى من يغسلك ويقلبك يمنة ويسرة
وأنت جسد بلا روح ،
>وبعد ما كنت تلبسين ثيابك بنفسك الآن أتى من يلبسك
أكفانك بدل ثيابك ، ثم
>تؤخذين إلى المسجد لا لتصلي ولكن ليصلى عليك صلاة لا
سجود لها ن وبعد ذلك
>تحملين على أكتاف الرجال ويذهب بك .
>إلى أين ؟؟؟
>إلى بيت الوحدة ، بيت الظلمة ، بيت الوحشة ، بيت الدود
، بيت الغربة .
>إلي القبر !!
>ليس الغريب غريب الشام واليمن إن الغريب غريب اللحد
والكفن
>إنه أول منازل الآخرة فإما روضة من رياض الجنة وإما
حفرة من حفر النار .
>أختاه : قفي وتأملي رحمك الله :
>عن هاني مولى عثمان بن عفان – رضي الله عنه – قال ( كان
عثمان إذا وقف على قبر
>بكى يبل لحيته , فقيل له : تذكر الجنة والنار فلا تبكي
، وتبكي من هذا ؟ فقال :
>إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "القبر أول
منازل الآخرة ، فإن ينج منه
>فما بعده أيسر منه ، وإن لم ينج منه ، فما بعده أشد منه
" إسناده صحيح رواه
>الإمام أحمد .
>أختي :
>هل تخيلت القبر ؟
>هل تخيلت عندما توضعين في قبرك لوحدك وترد لك الروح
ويأتيك ملكان شديدًا
>الانتهار ، فينهرانك ، ويجلسانك فيقولان لك : من ربك ؟
ما دينك ؟ وما تقولين في
>هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ نسأل الله الثبات في ذلك
الموقف العظيم .. فإذا كنت
>من أهل الخير ثبتك الله – سبحانه وتعالى – وفتح لك
بابًا إلى الجنة فيأتيك من
>روحها وطيبها ، ويفسح لك في قبرك مد بصرك .
>وإذا كنت خلاف ذلك فرش لك من النار وفتح لك باب إلى
النار ، فيأتيك من حرها
>وسمومها ، ويضيق عليك قبرك حتى تختلف أضلاعك ، ثم يقيض
لك أعمى ، أصم ، أبكم في
>يده مرزبة ! لو ضرب بها جبل كان ترابًا ، فيضربك ضربة
حتى تصيري ترابًا ، ثم
>يعيدك الله كما كنت ، فيضربك ضربة أخرى فتصيحين صيحة
يسمعها كل شيء إلا الثقلين
>(الجن والإنس) ، ثم يفتح لك باب من النار ، وتمهدي من
فرش النار ، فتقولين : رب
>لا تقم الساعة .
>نعوذ بالله من عذاب القبر ، وظلمته ووحشته وغربته ، هذه
حالة أهل البرزخ ، حالة
>أهل القبور حالة من تتلى عليه آيات الله فيصر مستكبرًا
كأن لم يسمعها . ألا ليت
>شعري كيف بك في أول ليلة في القبر … الله المستعان .
>أختاه :
>أرأيت كيف تخلى عنك كل شيء في هذه الحياة الدنيا . أين
أبوك ؟ أين أمك ؟ أين
>زوجك ؟ أين أخوك ؟ أين أخيك ؟ أين زميلاتك؟ أين صديقاتك
وجليساتك ؟ أين مالك ؟
>أين خروجك للأسواق ((إن الأسواق هي أبعض البقاع إلى
الله والشيطان ينصب رايته
>فيها وهي مواطن الفتن)) أين الفساتين ؟أين المساحيق ؟
أين السهرات ؟ أين العكوف
>على الفضائيات ومتابعة الأفلام والمسلسلات ؟ وسماع
الأغاني (مزامير الشيطان)
>أين المجلات ومتابعة الموضة والموديلات ؟ أرأيت الجميع
قد تخلى عنك ، وأصبحت
>رهينة عملك في قبرك : {كل نفس بما كسبت رهينة (38)}
[المدثر] .
>أين الدنيا بأسرها ؟ أين الدنيا وأهلها ؟
>يا من بدنياه اشتغل وغره طول الأمل
>الموت يأتي فجأة والقبر صندوق العمل
>القيامة
>قال تعالى : {ونفخ في الصور فإذاهم من الأجداث إلى ربهم
ينسلون (51)}[يس] .
>يوم القيامة يوم الطامة ، يوم الحسرة والندامة ، يوم
يشيب من هوله الوليد .
>قال تعالى : {يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع
كل ذات عمل حملها وترى
>الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد (2)}
[الحج] .
>يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ، ويوم يقوم الناس لرب
العالمين
>قال تعالى : {وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل
ظلماً (111)} [طه] .
>أختاه :
>هذا اليوم طالما غفلنا عنه في هذه الحياة الدنيا
فقليلاً ما نذكره ، وإذا
>ذكرناه لا ترق لهوله القلوب ، ولا تدمع لطوله وأجله
العيون ، جفت الدموع ، وقست
>القلوب وما ذاك إلا بسبب الغفلة وطول الأمل واستحقار
الذنوب فالكيس من دان نفسه
>وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها ،
وتمنى على الله الأماني .
>ويوم القيامة هو والله وبالله ، و تالله يوم تخافه
الملائكة ، والأنبياء ،
>والمرسلون والمؤمنون
>قفي أختاه وتدبري هذه الآيات التي والله إنها لتقرع
القلوب قرعًا :
>قال تعالى : {إذا الشمس كورت (1) وإذا النجوم انكدرت
(2) وإذا الجبال سيرت (3)
>وإذا العشار عطلت (4) وإذا الوحوش حشرت (5) وإذا البحار
سجرت (6) وإذا النفوس
>زوجت (7) وإذا الموءودة سئلت ( بأي ذنب قتلت (9) وإذا
الصحف نشرت (10) وإذا
>السماء كشطت (11) وإذا الجحيم سعرت (12) وإذا الجنة
أزلفت (13)}[التكوير].
>(يراجع تفسير الآيات) .
>هل تخيلت في ذلك اليوم العصيب ، الشمس فوق الرؤوس قدر
ميل ، والناس بحسب ذنوبهم
>من العرق ؟
>عن المقداد – رضي الله عنه _ قال : سمعت النبي صلى الله
عليه وسلم يقول : "تدنى
>الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل"
قال سليم بن عامر الراوي
>عن المقداد : فو الله ما أدري ما يعني بالميل ، أمسافة
الأرض أم الميل الذي
>تكتحل به العين ، قال : "فيكون الناس على قدر أعمالهم
في العرق ، فمنهم من يكون
>إلى كعبيه ، منهم من يكون إلى ركبتيه ، ومنهم من يكون
إلى حقويه ، ومنهم من
>يلجمه العرق إلجامًا" قال : وأشار رسول الله صلى الله
عليه وسلم بيده إلى فيه .
>رواه مسلم .
>أختاه : اقرئي هذه الآيات ثم سلي نفسك بعدها .
>قال تعالى : {ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة
تنزيلاً (25) الملك
>يومئذٍ الحق للرحمن وكان يومًا على الكافرين عسيرًا
(26) ويوم يعض الظالم على
>يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً (27) يا
ويلتى ليتني لم أتخذ فلانًا
>خليلاً (28) لقر أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان
الشيطان للإنسان خذولاً
>(29)}[الفرقان] . (يراجع تفسير الآيات) .
>أخيه تدبري : نزول الملائكة ، وتطاير الصحف ، والميزان
، وضرب الصراط على متن
>جهنم والناس حفاة عراة . أقول : سلي نفسك ماذا أعددت
لهذا اليوم ؟؟
>فتخيلي عندما ينادى على اسمك على رؤوس الخلائق . أين
فلانه بنت فلان ؟ وأنت
>تعلمين أنك المقصودة والمطلوبة ، أنت لا غيرك ، لا
اشتباه في الأسماء ،
>والأنساب .
>قال تعالى : {وكلهم آتيه يوم القيامة فردًا (95)}[مريم]
.
>فما شعورك عندما تتخطين الصفوف والملائكة قد أتت بك ؟
قال تعالى : {وجاءت كل
>نفس معها سائق وشهيد (21)}[ق] .
>ما شعورك وأنت قد أوقفت أمام الجبار ؟ أمام الواحد
القهار ، أمام الملك ، أمام
>رب العالمين ، الذي هو مطلع على كل كبيرة وصغيرة لا
تخفى عليه خافية . قال
>تعالى : {يومئذ تغرضون لا تخفى منكم خافية
(18)}[الحاقة] . وما منكم من أحد إلا
>وسيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان .
>ماذا تقولين إذا سألك عن عمرك ماذا عملت فيه في هذه
الحياة الدنيا ؟ قال تعالى
>:
>{ أفحسبتم أنما خلقناكم عبثًا وأنكم إلينا لا ترجعون
(115) فتعالى الله الملك
>الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم (116)}[المؤمنون] .
>ألم يمتن عليك ويختارك من بين البشر ويجعلك موحدة في
قلبك : لا إله إلا الله
>محمد رسول الله . وقد حرم منها الكثير ، الكثير من الشر
، وكفى والله بها من
>نعمة ، كفى بالإسلام نعمة وفضلاً ومنة نسأل الله –
سبحانه وتعالى – الثبات على
>هذا الدين العظيم .
>ألم يخلقك من العدم ؟ وأسبغ عليك سائر النعم ؟ ألم
يرزقك نعمة السمع ، والبصر ،
>والصحة ، والمال ، والأهل والأولاد ، وقد حرم منها
الكثير ؟
>نعم عظيمة وآلاء جسيمة لا تعد ولا تحصى فلله الحمد في
الأولى والآخرة .
>يا أختاه : أعلمي أن الله يفرح بتوبة عبده فما ذا
تنتظرين ؟
>يا من لا تصلين :
>كيف تجرأت على مخالفة أمره ولا تجيبين دعوته وأنت لا
تخرجين عن قبضته ولا
>تستغنين عنه طرفة عين .
>أما حذرك وأنذرك ، أما دعاك وأمرك ، أما وهبك الصحة
والقوة ، أما أعطاك المال
>وأغناك ، أما أمهلك وحثك فما بالك لا تجيبين دعوته .
>يا من تصلين :
>هل تؤدين الصلوات الخمس ف وقتها خاشعًا بها قلبك مطمئنة
بها جوارحك لأنها أول
>ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة فإن صلحت فقد أفح
وأنجح ، وإن فسدت فقد خاب
>وخسر (ذلك هو الخسران المبين) .
>ماذا تقولين لربك إذا سألك عن حجابك ؟ هل أنت ممن
يحافظن على حجابهن الشرعي
>ويتقين الله فيه ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ؟
>أم أنت ممن خالفت وعصت أمر ربها وأطاعت شياطين الجن
والإنس وانقادت وراءهم
>وتسمع كلامهم ، العباءة فوق الكتفين مطرزة ومجملة ،
فاتنة جاذبة للأنظار ،
>النقاب الذي اتسع شيئًا فشيئًا حتى بدت الخدود ، وكحلت
العيون ، والبطال
>(البنطلون) الذي انتشر انتشار النار في الهشيم ،
الفساتين المفتوحة الجانبين
>إلى الفخذين ، غطاء الوجه الشفاف الذي يصف المفاتن ،
كثرة الخروج والتردد على
>الأسواق بسبب وبدون سبب ، الحديث مع الباعة بكلام لين
ناعم وابتسامات ساحرة ،
>الخلوة المحرمة مع السائقين وغيرهم من الرجال الأجانب
في الأسواق وغيرها ،
>الاستهزاء بالدين والصالحين والصالحات ، الغفلة وطول
الأمل ولا حول ولا قوة إلا
>بالله .
>ماذا تقولين لربك ؟ ما إجابتك ؟
>إن كتاب أعمالك يشهد عليك أو يشهد لك فأعدي للسؤال
جوابًا وللجواب سوابًا ،
>واعلمي علم اليقين ، أن الذي ينتظرك إما جنة عرضها
السماوات والأرض ، فيها ما
>لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر . أو نار
قعرها بعيد ، وحرها شديد
>أماني أهلها الموت فيها أودية من النار لو سيرت فيها
جبال الدنيا لذابت من حرها
>. فاختاري لنفسك أي الطريقين تسلكين فريق في الجنة
وفريق في السعير .
>أبشري أختاه … أبشري … أبشري بهذه البشارة من رب
العالمين من أرحم الراحمين .
>قال تعالى : {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا
تقنطوا من رحمة الله إن
>الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم (35)
وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا
>له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون (54)}[الزمر]
.
>قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لله‘ أشد فرحًا
بتوبة عبده" رواه مسلم .
>وقال صلى الله عليه وسلم : "إن الله تعالى يبسط يده
بالليل ليتوب مسيء النهار ،
>ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من
مغربها" رواه مسلم .
>وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : "إن الله غز وجل يقبل
توبة العبد ما لم يغرغر
>" رواه الترمذي وقال : حديث حسن .
>ماذا تنتظرين ؟ ماذا تنتظرين ؟
>قال تعالى : {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر
الله وما نزل من الحق
>ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم
الأمد فقست قلوبهم وكثير
>منهم فاسقون} (16) [الحديد] .
>هل تؤجلين التوبة حتى تبلغي سمن الستين أو السبعين فمن
الذي يضمن لك أن تبلغي
>ذلك السن ؟ هبي أنك بلغتي سن الستين أو السبعين هل
توفقين للتوبة أو يحال بينك
>وبينها ؟
>لا تقولي غدًا أتوب فقد لا تدركي الغد ، لقد رأيت شمس
هذا اليوم فقد لا تشرق
>عليك شمس هذا اليوم فقد لا تشرق عليك شمس غد .
>أختاه : احمدي الله – سبحانه وتعالى – أنك لا تزالين
تعيشين إلى هذه اللحظة
>ولست من أهل القبور فكل يوم تعيشينه في هذه الحياة
الدنيا هو والله مكسب لك ،
>إما أعمال صالحات تقربك إلى الله وإما ذنوب آثام تتخلص
منها ، فما ظنك أن أصحاب
>القبور يتمنون ؟ فهل يتمنون الرجعة للدنيا لأجل الأموال
، والدور ، والقصوى ؟
>لا والله إنهم يتمنون الرجعة إلى هذه الحياة الدنيا
تسبيحه ، أو تهليله ، أو
>تكبيرة ، أو سجدة تكتب في صحيفة أحدهم لما رأوا وتيقنوا
من الثواب العظيم ، فلا
>تغتري بصحتك وشبابك ، ومالك ، وحسبك ، وقبيلتك ، ولا
تغتري بحلم الله عليك
>فتداركي رحمك الله ما بقي من عمرك ، فاليوم عمل بلا
حساب ، وغدًا. والأنفاس
>معدودة فبادري بالتوبة الصادقة النصوح وتخلصي من الذنوب
والأثام وأعلمي أن
>التوبة تجب ما قبلها ، وأن التائب من الذنب كمن لا ذنب
له وأن السيئات تبدل
>حسنات فابدئي صفحة جديدة بيضاء مشرقة ، وميلادًا جديدًا
وحياة سعيدة ، واعلمي
>أن لك ربًا غفورًا يقبل التوبة ويعفو عن السيئات ،
أعانك الله ووفقك ، ويسر
>أمرك في الدنيا والآخرة .
>قال تعالى : {إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحًا فأولئك
يبدل الله سيئاتهم
>حسنات وكان الله غفورًا رحيما (70) ومن تاب وعمل صالحًا
فإنه يتوب إلى الله
>متابًا } (71) [الفرقان] .
>عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم :
>"اغتنم خمسًا قبل خمس : حياتك وصحتك سقمك ، وفراغك قبل
شغلك ، وشبابك قبل هرمك
>، وغناك قبل فقرك "صحيح الجامع الصغير (8801) .وصلى
الله على نبينا محمد وآله
>وصحبه أجمعين ،،،
>الحمد لله وحده لقد قرأت هذه النشرة التي نصيحة للأخوات
فوجدتها صحيحة مفيدة
>قاله وكتبه عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين عضو الإفتاء
المتقاعد وصلى الله على
>محمد وآله وصحبه وسلم 21/8/9141ه_.
>
>
>الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا
محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
>.
>أختي في الله :
>أحييك بتحية أهل الجنة ، جعلنا الله وإياك من أهلها ،
وبارك في عمرك وشبابك ومد
>في أجلك على طاعته .
>سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد :
>لعلك أن تسمحي بجزء من وقتك لكي تتعرف على رحلة ليست
كالرحلات ، وسفر ليس
>كالأسفار … إنها : الرحلة الأخيرة
>أختي العزيزة :
>في هذه الحياة الدنيا يسافر الإنسان ويقطع المسافات
البعيدة أما راكبًا السفن
>التي تعبر به عباب البحار العميقة و الأمواج المتلاطمة
، أو راكبا الطائرات بين
>السماء والأرض التي تقطع به القارات البعيدة ، أو راكبا
السيارات التي تسير به
>من بلد إلى أخر ومن مدينة إلى أخرى .
>والمسافر بعد ما ينتهي سفره يرجع إلى بلاده وموطنه طالت
المدة أو قصرت ، فهذه
>حال الدنيا وحال المسافرين ، أما رحلتنا هذه فليست إلى
أمريكا أو أوروبا أو
>أدغال أفريقيا ، وليست رحلة إلى باريس أو جنيف أو لندن
أو إلى باقي بلاد الدنيا
>.
>إنها رحلة تختلف ، لأن السفر فيها طويل ، والزاد فيها
قليل ، والبحر فيها عميق
>فعلى ربان السفينة أن يحكمها ويقدر لهذا السفر قدره
>هل تعلمين ما هذه الرحلة ؟
>إنها رحلة من الدار الفانية إلى الدار الباقية … رحلة
لا رجعة فيها
>فقد تبدأ الرحلة هذه الليلة ؟؟ … وقد تكون غدا أو بعد
غد … فسبحان من يعلم وحده
>متى تكون قال تعالى : {كل نفس ذائقة الموت}(185)[آل
عمران] .
>وتبدأ هذه الرحلة عندما تنزل ملائكة من السماء لقبض
روحك وأنت في هذه الحياة
>الدنيا قد انشغلت وغفلت عن الموت وسكراته ، وغصصه ،
وكرباته ، وشدة نزعه ، حتى
>قيل : إن الموت أشد من ضرب بالسيوف ، ونشر بالمناشير ،
وقرض بالمقاريض ، لأن
>ألم الضرب بالسيف أو النشر أو غيرهما إنما يؤلم لتعلقه
بالروح فكيف إذا كان
>المجذوب المنتزع هو الروح نفسها .
>ألا تعلمين أختاه :
>أنه ينزل ملائكة من السماء بيض الوجوه ، كأن وجوههم
الشمس معهم كفن من أكفان
>الجنة وحنوط من حنوط الجنة ، ينزلون بالبشرى من الله –
سبحانه وتعالى – للعبد
>المؤمن .
>فبماذا يبشرونه :
>قال تعالى : {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا
تتنزل عليهم الملائكة ألا
>تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون
(30) نحن أولياؤكم في
>الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم
ولكم فيها ما تدعون
>(31)}[فصلت] انهم يبشرونه بروح وريحان ورب كريم غير
غضبان .
>ثم يجيء ملك الموت – عليه السلام – حتى يجلس عند رأس
العبد المؤمن فيقول :
>أيتها النفس الطيبة (وفي رواية : المطمئنة) اخرجي إلى
مغفرة من الله ورضوان ،
>قال : فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء فيأخذها
، (وفي رواية : حتى إذا
>خرجت روحه صلى عليه كل ملك بين السماء والأرض ، وكل ملك
في السماء ، وفتحت له
>أبواب السماء ليس من أهل باب إلا وهم يدعون الله أن
يعرج بروحه من قبلهم) .
>فتخيلي فرحتك وسرورك وسعادتك … نسأل الله الكريم من
فصله …
>وأما العبد الكافر ، وفي رواية : الفاجر تنزل ملائكة من
السماء غلاظ شداد ، سود
>الوجوه ، معهم المسوح من النار ، فيجلسون منه مد البصر
، ثم يحي ملك الموت
>فيقول : أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله
وغضب ، قال : فتفرق في جسده
>فينتزعها كما ينتزع السفود الكثير الشعب من الصوف
المبلول ، فتقطع معها العروق
>والعصب . فيلعنه كل ملك بين السماء والأرض ، وكل ملك في
السماء وتغلق أبواب
>السماء ، ليس من أهل باب إلا وهم يدعون الله ألا تعرج
روحه من قبلهم ، فيأخذها
>، فإذا أخذها ، لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها
في تلك المسوح . ويخرج
>منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض . [حديث صحيح ،
رواه جمع من الأئمة ،
>وقد ذكره الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله –
في رسالته أحكام
>الجنائز ص (202) .
>أيتها الأخت الفاضلة يا من تتقلبين في نعم الله – عز
وجل – آناء الليل وأطراف
>النهار ..
>وماذا بعد ذلك ؟؟
>تذكري عندما تؤخذين إلى مغسلة الأموات ، ويضعونك على
المحمة (مكان تغسيل
>الموتى) ، بعدما كنت تخلعين ثيابك بنفسك ، الآن أتى من
يخلع ثيابك ، وبعدما كنت
>تغسلين نفسك لوحدك الآن أتى من يغسلك ويقلبك يمنة ويسرة
وأنت جسد بلا روح ،
>وبعد ما كنت تلبسين ثيابك بنفسك الآن أتى من يلبسك
أكفانك بدل ثيابك ، ثم
>تؤخذين إلى المسجد لا لتصلي ولكن ليصلى عليك صلاة لا
سجود لها ن وبعد ذلك
>تحملين على أكتاف الرجال ويذهب بك .
>إلى أين ؟؟؟
>إلى بيت الوحدة ، بيت الظلمة ، بيت الوحشة ، بيت الدود
، بيت الغربة .
>إلي القبر !!
>ليس الغريب غريب الشام واليمن إن الغريب غريب اللحد
والكفن
>إنه أول منازل الآخرة فإما روضة من رياض الجنة وإما
حفرة من حفر النار .
>أختاه : قفي وتأملي رحمك الله :
>عن هاني مولى عثمان بن عفان – رضي الله عنه – قال ( كان
عثمان إذا وقف على قبر
>بكى يبل لحيته , فقيل له : تذكر الجنة والنار فلا تبكي
، وتبكي من هذا ؟ فقال :
>إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "القبر أول
منازل الآخرة ، فإن ينج منه
>فما بعده أيسر منه ، وإن لم ينج منه ، فما بعده أشد منه
" إسناده صحيح رواه
>الإمام أحمد .
>أختي :
>هل تخيلت القبر ؟
>هل تخيلت عندما توضعين في قبرك لوحدك وترد لك الروح
ويأتيك ملكان شديدًا
>الانتهار ، فينهرانك ، ويجلسانك فيقولان لك : من ربك ؟
ما دينك ؟ وما تقولين في
>هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ نسأل الله الثبات في ذلك
الموقف العظيم .. فإذا كنت
>من أهل الخير ثبتك الله – سبحانه وتعالى – وفتح لك
بابًا إلى الجنة فيأتيك من
>روحها وطيبها ، ويفسح لك في قبرك مد بصرك .
>وإذا كنت خلاف ذلك فرش لك من النار وفتح لك باب إلى
النار ، فيأتيك من حرها
>وسمومها ، ويضيق عليك قبرك حتى تختلف أضلاعك ، ثم يقيض
لك أعمى ، أصم ، أبكم في
>يده مرزبة ! لو ضرب بها جبل كان ترابًا ، فيضربك ضربة
حتى تصيري ترابًا ، ثم
>يعيدك الله كما كنت ، فيضربك ضربة أخرى فتصيحين صيحة
يسمعها كل شيء إلا الثقلين
>(الجن والإنس) ، ثم يفتح لك باب من النار ، وتمهدي من
فرش النار ، فتقولين : رب
>لا تقم الساعة .
>نعوذ بالله من عذاب القبر ، وظلمته ووحشته وغربته ، هذه
حالة أهل البرزخ ، حالة
>أهل القبور حالة من تتلى عليه آيات الله فيصر مستكبرًا
كأن لم يسمعها . ألا ليت
>شعري كيف بك في أول ليلة في القبر … الله المستعان .
>أختاه :
>أرأيت كيف تخلى عنك كل شيء في هذه الحياة الدنيا . أين
أبوك ؟ أين أمك ؟ أين
>زوجك ؟ أين أخوك ؟ أين أخيك ؟ أين زميلاتك؟ أين صديقاتك
وجليساتك ؟ أين مالك ؟
>أين خروجك للأسواق ((إن الأسواق هي أبعض البقاع إلى
الله والشيطان ينصب رايته
>فيها وهي مواطن الفتن)) أين الفساتين ؟أين المساحيق ؟
أين السهرات ؟ أين العكوف
>على الفضائيات ومتابعة الأفلام والمسلسلات ؟ وسماع
الأغاني (مزامير الشيطان)
>أين المجلات ومتابعة الموضة والموديلات ؟ أرأيت الجميع
قد تخلى عنك ، وأصبحت
>رهينة عملك في قبرك : {كل نفس بما كسبت رهينة (38)}
[المدثر] .
>أين الدنيا بأسرها ؟ أين الدنيا وأهلها ؟
>يا من بدنياه اشتغل وغره طول الأمل
>الموت يأتي فجأة والقبر صندوق العمل
>القيامة
>قال تعالى : {ونفخ في الصور فإذاهم من الأجداث إلى ربهم
ينسلون (51)}[يس] .
>يوم القيامة يوم الطامة ، يوم الحسرة والندامة ، يوم
يشيب من هوله الوليد .
>قال تعالى : {يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع
كل ذات عمل حملها وترى
>الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد (2)}
[الحج] .
>يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ، ويوم يقوم الناس لرب
العالمين
>قال تعالى : {وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل
ظلماً (111)} [طه] .
>أختاه :
>هذا اليوم طالما غفلنا عنه في هذه الحياة الدنيا
فقليلاً ما نذكره ، وإذا
>ذكرناه لا ترق لهوله القلوب ، ولا تدمع لطوله وأجله
العيون ، جفت الدموع ، وقست
>القلوب وما ذاك إلا بسبب الغفلة وطول الأمل واستحقار
الذنوب فالكيس من دان نفسه
>وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها ،
وتمنى على الله الأماني .
>ويوم القيامة هو والله وبالله ، و تالله يوم تخافه
الملائكة ، والأنبياء ،
>والمرسلون والمؤمنون
>قفي أختاه وتدبري هذه الآيات التي والله إنها لتقرع
القلوب قرعًا :
>قال تعالى : {إذا الشمس كورت (1) وإذا النجوم انكدرت
(2) وإذا الجبال سيرت (3)
>وإذا العشار عطلت (4) وإذا الوحوش حشرت (5) وإذا البحار
سجرت (6) وإذا النفوس
>زوجت (7) وإذا الموءودة سئلت ( بأي ذنب قتلت (9) وإذا
الصحف نشرت (10) وإذا
>السماء كشطت (11) وإذا الجحيم سعرت (12) وإذا الجنة
أزلفت (13)}[التكوير].
>(يراجع تفسير الآيات) .
>هل تخيلت في ذلك اليوم العصيب ، الشمس فوق الرؤوس قدر
ميل ، والناس بحسب ذنوبهم
>من العرق ؟
>عن المقداد – رضي الله عنه _ قال : سمعت النبي صلى الله
عليه وسلم يقول : "تدنى
>الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل"
قال سليم بن عامر الراوي
>عن المقداد : فو الله ما أدري ما يعني بالميل ، أمسافة
الأرض أم الميل الذي
>تكتحل به العين ، قال : "فيكون الناس على قدر أعمالهم
في العرق ، فمنهم من يكون
>إلى كعبيه ، منهم من يكون إلى ركبتيه ، ومنهم من يكون
إلى حقويه ، ومنهم من
>يلجمه العرق إلجامًا" قال : وأشار رسول الله صلى الله
عليه وسلم بيده إلى فيه .
>رواه مسلم .
>أختاه : اقرئي هذه الآيات ثم سلي نفسك بعدها .
>قال تعالى : {ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة
تنزيلاً (25) الملك
>يومئذٍ الحق للرحمن وكان يومًا على الكافرين عسيرًا
(26) ويوم يعض الظالم على
>يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً (27) يا
ويلتى ليتني لم أتخذ فلانًا
>خليلاً (28) لقر أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان
الشيطان للإنسان خذولاً
>(29)}[الفرقان] . (يراجع تفسير الآيات) .
>أخيه تدبري : نزول الملائكة ، وتطاير الصحف ، والميزان
، وضرب الصراط على متن
>جهنم والناس حفاة عراة . أقول : سلي نفسك ماذا أعددت
لهذا اليوم ؟؟
>فتخيلي عندما ينادى على اسمك على رؤوس الخلائق . أين
فلانه بنت فلان ؟ وأنت
>تعلمين أنك المقصودة والمطلوبة ، أنت لا غيرك ، لا
اشتباه في الأسماء ،
>والأنساب .
>قال تعالى : {وكلهم آتيه يوم القيامة فردًا (95)}[مريم]
.
>فما شعورك عندما تتخطين الصفوف والملائكة قد أتت بك ؟
قال تعالى : {وجاءت كل
>نفس معها سائق وشهيد (21)}[ق] .
>ما شعورك وأنت قد أوقفت أمام الجبار ؟ أمام الواحد
القهار ، أمام الملك ، أمام
>رب العالمين ، الذي هو مطلع على كل كبيرة وصغيرة لا
تخفى عليه خافية . قال
>تعالى : {يومئذ تغرضون لا تخفى منكم خافية
(18)}[الحاقة] . وما منكم من أحد إلا
>وسيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان .
>ماذا تقولين إذا سألك عن عمرك ماذا عملت فيه في هذه
الحياة الدنيا ؟ قال تعالى
>:
>{ أفحسبتم أنما خلقناكم عبثًا وأنكم إلينا لا ترجعون
(115) فتعالى الله الملك
>الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم (116)}[المؤمنون] .
>ألم يمتن عليك ويختارك من بين البشر ويجعلك موحدة في
قلبك : لا إله إلا الله
>محمد رسول الله . وقد حرم منها الكثير ، الكثير من الشر
، وكفى والله بها من
>نعمة ، كفى بالإسلام نعمة وفضلاً ومنة نسأل الله –
سبحانه وتعالى – الثبات على
>هذا الدين العظيم .
>ألم يخلقك من العدم ؟ وأسبغ عليك سائر النعم ؟ ألم
يرزقك نعمة السمع ، والبصر ،
>والصحة ، والمال ، والأهل والأولاد ، وقد حرم منها
الكثير ؟
>نعم عظيمة وآلاء جسيمة لا تعد ولا تحصى فلله الحمد في
الأولى والآخرة .
>يا أختاه : أعلمي أن الله يفرح بتوبة عبده فما ذا
تنتظرين ؟
>يا من لا تصلين :
>كيف تجرأت على مخالفة أمره ولا تجيبين دعوته وأنت لا
تخرجين عن قبضته ولا
>تستغنين عنه طرفة عين .
>أما حذرك وأنذرك ، أما دعاك وأمرك ، أما وهبك الصحة
والقوة ، أما أعطاك المال
>وأغناك ، أما أمهلك وحثك فما بالك لا تجيبين دعوته .
>يا من تصلين :
>هل تؤدين الصلوات الخمس ف وقتها خاشعًا بها قلبك مطمئنة
بها جوارحك لأنها أول
>ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة فإن صلحت فقد أفح
وأنجح ، وإن فسدت فقد خاب
>وخسر (ذلك هو الخسران المبين) .
>ماذا تقولين لربك إذا سألك عن حجابك ؟ هل أنت ممن
يحافظن على حجابهن الشرعي
>ويتقين الله فيه ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ؟
>أم أنت ممن خالفت وعصت أمر ربها وأطاعت شياطين الجن
والإنس وانقادت وراءهم
>وتسمع كلامهم ، العباءة فوق الكتفين مطرزة ومجملة ،
فاتنة جاذبة للأنظار ،
>النقاب الذي اتسع شيئًا فشيئًا حتى بدت الخدود ، وكحلت
العيون ، والبطال
>(البنطلون) الذي انتشر انتشار النار في الهشيم ،
الفساتين المفتوحة الجانبين
>إلى الفخذين ، غطاء الوجه الشفاف الذي يصف المفاتن ،
كثرة الخروج والتردد على
>الأسواق بسبب وبدون سبب ، الحديث مع الباعة بكلام لين
ناعم وابتسامات ساحرة ،
>الخلوة المحرمة مع السائقين وغيرهم من الرجال الأجانب
في الأسواق وغيرها ،
>الاستهزاء بالدين والصالحين والصالحات ، الغفلة وطول
الأمل ولا حول ولا قوة إلا
>بالله .
>ماذا تقولين لربك ؟ ما إجابتك ؟
>إن كتاب أعمالك يشهد عليك أو يشهد لك فأعدي للسؤال
جوابًا وللجواب سوابًا ،
>واعلمي علم اليقين ، أن الذي ينتظرك إما جنة عرضها
السماوات والأرض ، فيها ما
>لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر . أو نار
قعرها بعيد ، وحرها شديد
>أماني أهلها الموت فيها أودية من النار لو سيرت فيها
جبال الدنيا لذابت من حرها
>. فاختاري لنفسك أي الطريقين تسلكين فريق في الجنة
وفريق في السعير .
>أبشري أختاه … أبشري … أبشري بهذه البشارة من رب
العالمين من أرحم الراحمين .
>قال تعالى : {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا
تقنطوا من رحمة الله إن
>الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم (35)
وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا
>له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون (54)}[الزمر]
.
>قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لله‘ أشد فرحًا
بتوبة عبده" رواه مسلم .
>وقال صلى الله عليه وسلم : "إن الله تعالى يبسط يده
بالليل ليتوب مسيء النهار ،
>ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من
مغربها" رواه مسلم .
>وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : "إن الله غز وجل يقبل
توبة العبد ما لم يغرغر
>" رواه الترمذي وقال : حديث حسن .
>ماذا تنتظرين ؟ ماذا تنتظرين ؟
>قال تعالى : {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر
الله وما نزل من الحق
>ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم
الأمد فقست قلوبهم وكثير
>منهم فاسقون} (16) [الحديد] .
>هل تؤجلين التوبة حتى تبلغي سمن الستين أو السبعين فمن
الذي يضمن لك أن تبلغي
>ذلك السن ؟ هبي أنك بلغتي سن الستين أو السبعين هل
توفقين للتوبة أو يحال بينك
>وبينها ؟
>لا تقولي غدًا أتوب فقد لا تدركي الغد ، لقد رأيت شمس
هذا اليوم فقد لا تشرق
>عليك شمس هذا اليوم فقد لا تشرق عليك شمس غد .
>أختاه : احمدي الله – سبحانه وتعالى – أنك لا تزالين
تعيشين إلى هذه اللحظة
>ولست من أهل القبور فكل يوم تعيشينه في هذه الحياة
الدنيا هو والله مكسب لك ،
>إما أعمال صالحات تقربك إلى الله وإما ذنوب آثام تتخلص
منها ، فما ظنك أن أصحاب
>القبور يتمنون ؟ فهل يتمنون الرجعة للدنيا لأجل الأموال
، والدور ، والقصوى ؟
>لا والله إنهم يتمنون الرجعة إلى هذه الحياة الدنيا
تسبيحه ، أو تهليله ، أو
>تكبيرة ، أو سجدة تكتب في صحيفة أحدهم لما رأوا وتيقنوا
من الثواب العظيم ، فلا
>تغتري بصحتك وشبابك ، ومالك ، وحسبك ، وقبيلتك ، ولا
تغتري بحلم الله عليك
>فتداركي رحمك الله ما بقي من عمرك ، فاليوم عمل بلا
حساب ، وغدًا. والأنفاس
>معدودة فبادري بالتوبة الصادقة النصوح وتخلصي من الذنوب
والأثام وأعلمي أن
>التوبة تجب ما قبلها ، وأن التائب من الذنب كمن لا ذنب
له وأن السيئات تبدل
>حسنات فابدئي صفحة جديدة بيضاء مشرقة ، وميلادًا جديدًا
وحياة سعيدة ، واعلمي
>أن لك ربًا غفورًا يقبل التوبة ويعفو عن السيئات ،
أعانك الله ووفقك ، ويسر
>أمرك في الدنيا والآخرة .
>قال تعالى : {إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحًا فأولئك
يبدل الله سيئاتهم
>حسنات وكان الله غفورًا رحيما (70) ومن تاب وعمل صالحًا
فإنه يتوب إلى الله
>متابًا } (71) [الفرقان] .
>عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم :
>"اغتنم خمسًا قبل خمس : حياتك وصحتك سقمك ، وفراغك قبل
شغلك ، وشبابك قبل هرمك
>، وغناك قبل فقرك "صحيح الجامع الصغير (8801) .وصلى
الله على نبينا محمد وآله
>وصحبه أجمعين ،،،
>الحمد لله وحده لقد قرأت هذه النشرة التي نصيحة للأخوات
فوجدتها صحيحة مفيدة
>قاله وكتبه عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين عضو الإفتاء
المتقاعد وصلى الله على
>محمد وآله وصحبه وسلم 21/8/9141ه_.
>
الإثنين أغسطس 19 2019, 18:26 من طرف ندى الياسمين
» 10 فوائد مفاجئة للعلكة الخالية من السكر
الإثنين أغسطس 19 2019, 18:17 من طرف ندى الياسمين
» آلام لا يجب أن تتجاهلها الحامل صحة الحامل والجنين.
السبت فبراير 09 2019, 07:07 من طرف ابو جهاد
» الاكل الممنوع للحامل في الشهور الاولى
السبت فبراير 09 2019, 06:53 من طرف ابو جهاد
» كل شيء عن حساسية الجلد عند الاطفال
الأربعاء يناير 30 2019, 07:35 من طرف ابو جهاد
» علاج الزغطة: من الحالات البسيطة الى الشديدة
الأحد يناير 27 2019, 09:24 من طرف ابو جهاد
» فتق المعدة: الأسباب والأعراض والعلاج
الأحد يناير 27 2019, 09:20 من طرف ابو جهاد
» علامات تشير للإصابة بديسك في أسفل الظهر
السبت يناير 26 2019, 08:48 من طرف ابو جهاد
» أمور يجب القيام بها وأخرى تجنبها بعد الجلطة الدموية
الخميس يناير 24 2019, 07:21 من طرف ابو جهاد