لهفة أُم
قدِمت تزور وحيدها في العيــد في السجن بعد الحظر والتشديد
أُم براها الشـوق للغالي، ولــم تعرف سوى الآهات والتسهيد
اليوم أثمر صبرهــا ودعــاؤها فدنـــا لها ما كان جد بعيد
بسِم الزمان لها، وأظهـــر وده ولطـــالما عرفته غير ودود
زفت لها البشرى، فزغرد قلبهــا طربا بلقيــا كنزها المرصود
ردت إليها الروح، أشرق وجههـا كالبــدر، والمرآة خير شهيد
وطوت كتاب الأمس، يحدوها غد ** ترنو إليـه بقلب غير حقود
أتُرى الزمــانُ صفا لها أم يا تُرى ** هو حلم ظمأى في سراب البيد؟
فاسمع لقصتهـــا، ففيها عبرة تروى إلى الأجيـال عبر قصيدي
هي أم ذاك الفارسِ البطلِ الذي غالته أنياب العهود السود
لم تنس ساعة جاء زوار الدجى ومضوا ليخفوه وراء سدود
سرقوه منها جهرة، بل عنوة ورأته وهو مكبل بحديـد
جهِدت سنين تحـوطه وتربُّه واليــوم تفقده بلا مجهود!
في ليلة ســوداء لم يطلع لها فجر، وقد طالت بغير حدود
عشرون شهرا وهي تكتم همها في صدرها من عاذل وحسود
لا تشتكي إلا لمالك أمرهــا ما بال عبد يشتكي لعبيد؟!
غاب الحبيب، وغيبت أخباره عنها، كشأن محارب مفقود
.
لم يسمحوا يومًا لها بزيارة تروي الغليل بنظرة وشهود
لكنها عاشت على أمل اللقا فالبغي لا يبقى على التأبيد!
حتى أتاها من يزف بشارة أحيت موات كيانها المهدود
أتُرى الزمانُ صفا لها أم يا ترى هو حلم ظمأى في سراب البيد؟
قالوا الزيارة أطلقت لك مرة في العيد بعد المنع والتقييد
عاد الشباب لها ونضر وجهها قرب اللقاء بحبها المنشود
وغدت كوجه الصبح أشرق نوره أو كالخميلة جُملت بورود
ومضت تعد لحِبها ما يشتهي من مطعم أو ملبــس ونقود
تشدو: غدا عيد جديد وجهه يشفي الجوى، ولقا حبيبي عيدي
غدا الذي أخفته أسوار الأذى عني تراه العين غــــير بعيد
كم قبلةٍ سأزفها لجبينه كم ضمةٍ بذراعي المكدود
باتت تعد دقائقا وثوانيا هيهات ينعم مثلها برقود
باتت تحث الليل يُسرع خَطوَهُ للصبح ذي التكبير والتحميد
وتنفس الصبح المرجَّى مؤذنا بقدوم يوم ليس بالمعهود
كم فات من عيد، وعيدٌ قبله مــكنت فيه أحس بالتعييد
كم من صباح مر لم أدرك له طعمــ فلم يك فيه أي جديد
واليوم يوم العمر، يوم الملتقى ليومَ أُبعث بعد طــول همود
اليوم صالحني الزمان، وجاد لي بالوصل بعد تمنع وصدود
عامان مرّا، كل يوم منهمــا دهر يطول عليّ جِد شديد
أقضي نهاري في التفكر والأسى وأبيت ليلي في جوى وسهود
ألم يميت القلب لو لم يحيـــه أمـــل بيوم للقاء سعيد
أقضي نهاري في التفكر والأسى وأبيت ليلي في جوى وسهود
ألم يميـــت القلب لو لم يحيه أمــــل بيوم للقاء سعيد
قدمت إلى السجن الكبير يهزها فرح اللقاء ببدرها الموعود
وقفت مع الزوار ترقب لحظة عدت بعمرٍ في الزمان مديد
هي لحظة اللقيا الحبيبة بعدما ذاقت عذاب البعد والتشريد
طال انتظار الأم أصعب برهة ممزوجة الخفقات بالتنهيد
ومما زاد من شعورها بالضيق والخوف أنها رأت حولها هؤلاء الأهالي يحتضنون أبناءهم ويزغردون فرحًا وطربًا بالاطمئنان عليهم.
إلا أن ابنها لم يخرج مع هؤلاء، ولم يظهر لها وجهه الذي طالما انتظرت لحظة تملأ منه ناظريها، فيا ترى ما الذي حبسه عن الخروج إليها؟!
_________
الإثنين أغسطس 19 2019, 18:26 من طرف ندى الياسمين
» 10 فوائد مفاجئة للعلكة الخالية من السكر
الإثنين أغسطس 19 2019, 18:17 من طرف ندى الياسمين
» آلام لا يجب أن تتجاهلها الحامل صحة الحامل والجنين.
السبت فبراير 09 2019, 07:07 من طرف ابو جهاد
» الاكل الممنوع للحامل في الشهور الاولى
السبت فبراير 09 2019, 06:53 من طرف ابو جهاد
» كل شيء عن حساسية الجلد عند الاطفال
الأربعاء يناير 30 2019, 07:35 من طرف ابو جهاد
» علاج الزغطة: من الحالات البسيطة الى الشديدة
الأحد يناير 27 2019, 09:24 من طرف ابو جهاد
» فتق المعدة: الأسباب والأعراض والعلاج
الأحد يناير 27 2019, 09:20 من طرف ابو جهاد
» علامات تشير للإصابة بديسك في أسفل الظهر
السبت يناير 26 2019, 08:48 من طرف ابو جهاد
» أمور يجب القيام بها وأخرى تجنبها بعد الجلطة الدموية
الخميس يناير 24 2019, 07:21 من طرف ابو جهاد