السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله تعالى:
( وأما من خاف مقام ربه وهى ونهى النفس عن الهوى ، فإن الجنة هي المأوى ).
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان قال: حدثنا أحمد بن عبيد قال: أخبرنا تمام قال: حدثنا محمد بن معاوية النيسابوري قال: حدثنا علي بن أبي علي بن عتبة بن أبي لهب ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" أخوف ما أخاف علي أمتي:اتباع الهوى ، وطول الأمل ، فأما اتباع الهوى فيصد عن الحق ، وأما طول الأمل فينسي الآخرة ".
ثم اعلم أن مخالفة النفس رأس العبادة.
وقد سئل المشايخ عن الإسلام ، قالوا: ذبح النفس بسيوف المخالفة.
واعلم أن من نجمت طوارق نفسه أفلت شوارق أنسه.
وقال ذو النون المصري:
مفتاح العبادة: الفكرة ، وعلامة الإصابة: مخالفة النفس والهوى ، ومخالفتهما ترك شهواتهما.
وقال ابن عطاء:
النفس مجبلة على سوء الأدب ، والعبد مأمور بملازمة الأدب ، فالنفس تجري بطبعها في ميدان المخالفة ، والعبد يردها بجهده عن سوء المطالبة ، فمن أطلق عنانها فهو شريكها معها في فسادها.
وقال أبو حفص:
من لم يتهم نفسه على دوام الأوقات ، ولم يخالفها في جميع الأحوال ، ولم يجرها إلى مكروهها في سائر أيامه كان مغروراً ، ومن نظر إليها باستحسان شيء منها فقد أهلكها.
وكيف يصح لعاقل: الرضا عن نفسه ، والكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحق بن إبراهيم الخليل ، يقول:
( وما أبرىء نفسي ، إن النفس لأمارة بالسوء ).
قال الجنيد:
أوقت ليلة ، فقمت إلى وردي ، فلم أجد ما كنت أجده من الحلاوة والتلذذ بمناجاتي لربي ، فتحير ، فأردت القيام بما لم اقدر عليه ، فقعدت ، فلم أطق القعود ، ففتحت الباب ، وخرجت ، فإذا رجل ملتف في عباءة مطروح على الطريق ، فلما أحس بي رفع رأسه ، وقال: يا أبا القاسم ، إلى الساعة فقلت: يا سيدي من غير موعد ؟ فقال: بلى قد سألت محرك القلوب أن يحرك إلى قلبك.
فقلت: فقد فعل فما حاجتك ؟
فقال: متى يصير داء النفس دواءها ؟
فقلت: إذا خالفت النفس هواها صار داؤها دواءها.
فأقبل على نفسه ، وقال: اسمعي ، قد أجبتك بهذا الجواب سبع مرات فأبيت أن تسمعيه إلا من الجنيد ، فقد سمعت ، وانصرفت عني ولم أعرفه ، ولم أقف عليه بعد.
وقال أبو بكر الطمستاني:
النعمة العظمى: الخروج من النفس ، لأنه أعظم حجاب بينك وبين الله عز وجل.
وقال سهل بن عبد الله:
ما عبد الله بشيء مثل مخالفة النفس والهوى.
وقال أبو سليمان الداراني:
من أحسن في ليله كوفىء في نهاره ، ومن أحسن في نهاره كوفىء في ليله ، ومن صدق في ترك شهوة كفى مؤنتها ، والله أكرم من أن يعذب قلباً ترك شهوة لأجله.
وأوحى الله سبحانه إلى داود عليه السلام:
يا داود حذر وأنذر أصحابك أكل الشهوات ، فإن القلوب المعلقة بشهوات الدنيا عقولها عني محجوبة.
وقيل:
لو عرض للمؤمن ألف شهوة لأخرجها بالخوف ، ولو عرض للفاخر شهوة واحدة لأخرجته من الخوف.
وقيل:
لا تضع زمامك في يد الهوى ، فإنه يقودك إلى الظلمة.
وقال يوسف بن أسباط:
لا يمحو الشهوات من القلب إلا خوف مزعج أو شوق مقلق.
وقال الخواص:
من ترك شهوة فلم يجد عوضها في قلبه ، فهو كاذب في تركها.
وقال جعفر بن نصير: دفع إلى الجنيد درهماً وقال: اشتر لي به التين الوزيري ، فاشتريته ، فلما أفطر أخذ واحدة ووضعها في فمه ثم ألقاها ، وبكى ، وقال: إحمله.
فقلت له في ذلك ، فقال: هتف في قلبي أما تستحي ؟ شهوة تركتها من أجلي ثم تعود إليها.
وأنشدوا:
نون الهوان من الهوى مسروقة ***** وصريع كل هوى صريع هوان
************************************
المصدر:
اسم الكتاب: الرسالة القشيرية.
اسم المؤلف: القشيري.
قال الله تعالى:
( وأما من خاف مقام ربه وهى ونهى النفس عن الهوى ، فإن الجنة هي المأوى ).
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان قال: حدثنا أحمد بن عبيد قال: أخبرنا تمام قال: حدثنا محمد بن معاوية النيسابوري قال: حدثنا علي بن أبي علي بن عتبة بن أبي لهب ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" أخوف ما أخاف علي أمتي:اتباع الهوى ، وطول الأمل ، فأما اتباع الهوى فيصد عن الحق ، وأما طول الأمل فينسي الآخرة ".
ثم اعلم أن مخالفة النفس رأس العبادة.
وقد سئل المشايخ عن الإسلام ، قالوا: ذبح النفس بسيوف المخالفة.
واعلم أن من نجمت طوارق نفسه أفلت شوارق أنسه.
وقال ذو النون المصري:
مفتاح العبادة: الفكرة ، وعلامة الإصابة: مخالفة النفس والهوى ، ومخالفتهما ترك شهواتهما.
وقال ابن عطاء:
النفس مجبلة على سوء الأدب ، والعبد مأمور بملازمة الأدب ، فالنفس تجري بطبعها في ميدان المخالفة ، والعبد يردها بجهده عن سوء المطالبة ، فمن أطلق عنانها فهو شريكها معها في فسادها.
وقال أبو حفص:
من لم يتهم نفسه على دوام الأوقات ، ولم يخالفها في جميع الأحوال ، ولم يجرها إلى مكروهها في سائر أيامه كان مغروراً ، ومن نظر إليها باستحسان شيء منها فقد أهلكها.
وكيف يصح لعاقل: الرضا عن نفسه ، والكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحق بن إبراهيم الخليل ، يقول:
( وما أبرىء نفسي ، إن النفس لأمارة بالسوء ).
قال الجنيد:
أوقت ليلة ، فقمت إلى وردي ، فلم أجد ما كنت أجده من الحلاوة والتلذذ بمناجاتي لربي ، فتحير ، فأردت القيام بما لم اقدر عليه ، فقعدت ، فلم أطق القعود ، ففتحت الباب ، وخرجت ، فإذا رجل ملتف في عباءة مطروح على الطريق ، فلما أحس بي رفع رأسه ، وقال: يا أبا القاسم ، إلى الساعة فقلت: يا سيدي من غير موعد ؟ فقال: بلى قد سألت محرك القلوب أن يحرك إلى قلبك.
فقلت: فقد فعل فما حاجتك ؟
فقال: متى يصير داء النفس دواءها ؟
فقلت: إذا خالفت النفس هواها صار داؤها دواءها.
فأقبل على نفسه ، وقال: اسمعي ، قد أجبتك بهذا الجواب سبع مرات فأبيت أن تسمعيه إلا من الجنيد ، فقد سمعت ، وانصرفت عني ولم أعرفه ، ولم أقف عليه بعد.
وقال أبو بكر الطمستاني:
النعمة العظمى: الخروج من النفس ، لأنه أعظم حجاب بينك وبين الله عز وجل.
وقال سهل بن عبد الله:
ما عبد الله بشيء مثل مخالفة النفس والهوى.
وقال أبو سليمان الداراني:
من أحسن في ليله كوفىء في نهاره ، ومن أحسن في نهاره كوفىء في ليله ، ومن صدق في ترك شهوة كفى مؤنتها ، والله أكرم من أن يعذب قلباً ترك شهوة لأجله.
وأوحى الله سبحانه إلى داود عليه السلام:
يا داود حذر وأنذر أصحابك أكل الشهوات ، فإن القلوب المعلقة بشهوات الدنيا عقولها عني محجوبة.
وقيل:
لو عرض للمؤمن ألف شهوة لأخرجها بالخوف ، ولو عرض للفاخر شهوة واحدة لأخرجته من الخوف.
وقيل:
لا تضع زمامك في يد الهوى ، فإنه يقودك إلى الظلمة.
وقال يوسف بن أسباط:
لا يمحو الشهوات من القلب إلا خوف مزعج أو شوق مقلق.
وقال الخواص:
من ترك شهوة فلم يجد عوضها في قلبه ، فهو كاذب في تركها.
وقال جعفر بن نصير: دفع إلى الجنيد درهماً وقال: اشتر لي به التين الوزيري ، فاشتريته ، فلما أفطر أخذ واحدة ووضعها في فمه ثم ألقاها ، وبكى ، وقال: إحمله.
فقلت له في ذلك ، فقال: هتف في قلبي أما تستحي ؟ شهوة تركتها من أجلي ثم تعود إليها.
وأنشدوا:
نون الهوان من الهوى مسروقة ***** وصريع كل هوى صريع هوان
************************************
المصدر:
اسم الكتاب: الرسالة القشيرية.
اسم المؤلف: القشيري.
الإثنين أغسطس 19 2019, 18:26 من طرف ندى الياسمين
» 10 فوائد مفاجئة للعلكة الخالية من السكر
الإثنين أغسطس 19 2019, 18:17 من طرف ندى الياسمين
» آلام لا يجب أن تتجاهلها الحامل صحة الحامل والجنين.
السبت فبراير 09 2019, 07:07 من طرف ابو جهاد
» الاكل الممنوع للحامل في الشهور الاولى
السبت فبراير 09 2019, 06:53 من طرف ابو جهاد
» كل شيء عن حساسية الجلد عند الاطفال
الأربعاء يناير 30 2019, 07:35 من طرف ابو جهاد
» علاج الزغطة: من الحالات البسيطة الى الشديدة
الأحد يناير 27 2019, 09:24 من طرف ابو جهاد
» فتق المعدة: الأسباب والأعراض والعلاج
الأحد يناير 27 2019, 09:20 من طرف ابو جهاد
» علامات تشير للإصابة بديسك في أسفل الظهر
السبت يناير 26 2019, 08:48 من طرف ابو جهاد
» أمور يجب القيام بها وأخرى تجنبها بعد الجلطة الدموية
الخميس يناير 24 2019, 07:21 من طرف ابو جهاد